للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مخففة أي: غارت وانهجمت دمعت.

وقوله: فانهجم الغار عليهم (١) أي: سقط وانهار. وقول مسلم كذلك يهجم على الفائدة، ويروى يتهجم عليها أي: يقع.

[(هـ ج ن)]

قوله: وذكر الهجن من الخيل، واحدها: هجين. وهو الذي أبوه عربي، وأمه غير عربية، وقد يستعمل ذلك في غير الخيل أيضًا.

[(هـ ج ع)]

قوله: ويهجع هجعة (٢) أي: ينام نومة.

وقوله: بعد هجع من الليل (٣) أي: بعد ساعة، وقدر نومة منه.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: ما شأنه هجر (٤)، وأن رسول الله يهجر، كذا جاء في بعض الروايات، وكذا عند أبي ذر، وفي باب جوائز الوفد: هجر على ما لم يسم فاعله، وعند غيرها هجر: بفتحها، وعند مسلم في حديث إسحاق: يهجر. وفي رواية قبيصة: هجر، وأكثر الروايات فيه أهجر بألف الاستفهام على ما قررناه قبل، وهو الأظهر والأولى، وكذا جاء في بعض روايات سعيد بن منصور، وقتيبة، وابن أبي شيبة، والناقد في كتاب مسلم في حديث سفيان وغيره، وكذا وقع عند البخاري من رواية ابن عينية، وجل الرواة في حديث الزهري، وفي حديث محمد بن سلام عن ابن عيينة، وكذا ضبطه الأصيلي بخطه في كتابه من هذه الطرق، وهذا رفع للإشكال وأقرب لفظًا للصواب، وقد يتأول هجر على ما قدمناه، وقد يكون ذلك من قائله دهشًا، لعظيم ما شاهد من حال النبي واشتداد الوجع به، كما جاء في الحديث، وعظيم الأمر الذي كانت فيه المخالفة، حتى لم يضبط كلامه ولا ثقفه، كما اتفق لعمر من قوله: إنه لم يمت الحديث.

وقوله: ليس له هجيرى ألا يا عبد الله قامت الساعة (٥)، كذا رويناه من طريق الشاشي، وكذا عند التميمي مثل: خليفي، ورويناه من طريق العذري هجير، والصواب الأول. وقال ابن دريد: يقال ما زال ذلك هجيراه، واهجيراه أي: دأبه وشانه، وقال أبو علي القالي: الهجير أي: العادة، والهجير أيضًا: كثرة القول والكلام بالشيء. قال: وهو راجع إلى الأول.

[الهاء مع الدال]

[(هـ د ا)]

قوله: بعد هدء من الليل أي: بعد نومة وهدوء الناس وسكوتهم، والأصل فيه السكون، يقال فيه: هدأ يهدأ إذا سكن.

وقوله: في بلال: فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي (٦) أي: يسكنه وينومه من هدأت الصبي إذا وضعت يدك عليه لينام. وفي رواية


= الصيام حديث ١٨٧، ١٨٨
(١) أخرجه البخاري في الديات باب ٢٢.
(٢) أخرجه البخاري في الحج باب ١٤٨.
(٣) أخرجه البخاري في الأحكام باب ٤٣.
(٤) أخرجه البخاري في الجزية باب ٦، ومسلم في الوصية حديث ٢٠.
(٥) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٦) أخرجه مالك في الوقوت حديث ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>