للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه، وعند المروزي في حديث قتيبة في غزوة خيبر: قادة بالقاف والدال المهملة. وقال الأصيلي: كذا قرأه أبو زيد، وضبطه في كتابه ولا وجه له.

وقوله: في تفسير ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾ [الحج: ٢]. وفي باب ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ﴾ [سبأ: ٢٣]، يقول: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت (١)، كذا لأكثر الرواة: بكسر الدال، وعند أبي ذر: فينادَى: بفتحها على ما لم يسمّ فاعله، وهو أبين وأرفع للإشكال وإن كانت الرواية الأولى إلى هذا تصرف، وأن المنادي بالصوت غير الله، وأضيف إليه: إذ هو عن أمره، إذ كلام الله ليس يشبه كلام البشر، ولا هو صوت، ولا حرف. وفي غزوة حنين: فنادى نداءين (٢)، كذا لأبي الهيثم، ولغيره: ناديين، والصواب الأول بدليل سياق الحديث. وفي باب: اسم الفرس والحمار في حديث الصيد: فأكلوا فندموا، كذا الرواية، وعند الجرجاني هنا: فقدموا، والأول أبين، وقد يكون للقاف وجه أي: قدموا على النبي ، بدليل ما بعده.

وقوله: في كتاب مسلم، في الهجرة: راع لرجل من المدينة، قيل: صوابه من أهل مكة، وكذا جاء في البخاري، من رواية إسرائيل.

وقوله: في غزوة بدر، في مسلم: فندب رسول الله الناس (٣)، أي: حثّ ورغب ودعا لذلك، كذا لهم، وعند العذري: ونذر رسول الله الناس أي: أعلمهم، والمعروف في هذا أنذر أي: أعلم. قال الله تعالى: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ﴾ [يس: ٦]. وأما نذر بالشيء فبمعنى: علم، لكنه قد جاء نذير بمعنى: منذر. قال الله تعالى ﴿لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ١].

[النون مع الذال]

[(ن ذ ر)]

وقوله: إن القوم نذروا بنا (٤): بالكسر أي: علموا، وسمي النبي : منذرًا، لإعلامه بما يحذر منه، وهي النذارة، وبما بشَّرَ به، وهي البِشارة: بكسر أوائلهما، والنذر: بضمهما جمع نذير، والنذر: بسكون الذال: الإنذار.

وقوله: لا نذر في معصية (٥) يقال: بفتح النون وضمها وسكون الذال فيهما، هو ما ينذره الإنسان على نفسه أي: يوجبه ويلتزمه من طاعة، لسبب موجب له، لا تبرّعًا، ومنه لا يحل لها أي: تنذر قطيعتي (٦) يقال: منه نذر: بالفتح: ينذر. قال الله تعالى ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ [مريم: ٢٦].

وقوله: أنا النذير العريان (٧)، هو مبالغة في


(١) انظر البخاري في تفسير سورة ٢٢، باب ١.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب ٥٦، ومسلم في الزكاة حديث ١٣٥.
(٣) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨٣.
(٤) انظر البخاري في المغازي باب ١٦.
(٥) أخرجه مسلم في النذر حديث ٨.
(٦) أخرجه البخاري في الأدب باب ٦٢، بلفظ: "لا يحل لك أن تنذر قطيعتي".
(٧) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٢٦، والاعتصام باب ٢، ومسلم في الفضائل حديث ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>