للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: لأنها تَبُكُّ أعناق الجبابرة أي تذلهم.

[(البلدة)]

جاء ذكرها في حديث الحج قيل: اسم لمكة، ويشبه أنه أراد بلدنا بدليل قوله في الحديث الآخر: أليست البلدة الحرام؟ قال البكري: وقد تسمى منى البلدة، قال قاسم في حديث أبي ذر: أن رجلا قال: حججت فوجدته بالبلدة، والبلدة هنا منى كانوا يسمونها البلدة. ثم قال بعد ذلك وربما قالوا: البلدة، يريدون بها مكة.

[(البيت العتيق)]

الكعبة. وقيل: اسم من أسماء مكة سمي بذلك لعتقه من الجبابرة أي أنهم لا يتجبرون فيه، وعنده بل يذلون ويطوفون به. وقيل: بل لأن جبارًا لا يدعيه لنفسه، وقد يكون العتيق بمعنى القديم، كما قال تعالى ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ [آل عمران: ٩٦] وسميت مكة القرية القديمة، وقد يكون معنى العتيق: الكريم وكل شيء كريم وحسن يُقال له عتيق. وروي عن وهب وكعب، أن البيت أنزل من السماء ياقوتة مجوفة حمراء، والركن تخم من تخومه ياقوتة بيضاء، فبني آدم قواعده ووضعه عليه، فلما بعث الله الطوفان رفعه وبقيت تخومه.

[(البنية)]

بفتح الباء وكسر النون وتشديد الباء، الكعبة اسم لها.

[(البحرة)]

مدينة النبي ، ويروى البحرة والبحيرة، بضم الباء مصغرًا وبفتحها على غير التصغير وهي الرواية هنا، ويقال: البحرة أيضًا بغير ياء ساكن الحاء، وأصله القرى كل قرية بحرة.

[(برك الغماد)]

أكثر الرواية فيه في الصحيحين بفتح الباء، وذكره في الجمهرة والإصلاح، وبعض رواة البخاري بكسر الباء وسكون الراء، والغماد بغين معجمة يقال: بكسرها وضمها وميم مخففة وآخره دال مهملة موضع في أقاصي هجر، ووقع في كتاب الأصيلي بكسر الباء، وكذا عند المستملي والحموي ولغيرهم من رواة مسلم بفتحها.

[(بقيع الغرقد)]

الذي فيه مقبرة المدينة بباء بغير خلاف وسمي بذلك لشجرات غرقد وهو العوسج كانت فيه، وكذلك بقيع بطحان جاء في الحديث هو بالباء أيضًا. قال الخليل: البقيع كل موضع من الأرض فيه شجر شتى، وأما الحمى الذي حماه النبي ثم عمر بعده، وهو الذي يضاف إليه في الحديث: غرز البقيع وفي الآخر بقدح لبن من البقيع. وحمى البقيع: وهو على عشرين فرسخًا من المدينة، وهو صدر وادي العقيق، وهو أخصب موضع هناك، وهو ميل في بريد، وفيه شجر ويستجم حتى يغيب فيه الراكب، فاختلف الرواة وأهل المعرفة في ضبطه، فوقع عند أكثر رواة البخاري بالنون، وكذا قيده النسفي، وأبو ذر، والقابسي. وسمعناه في مسلم من أبي بحر بالباء. وكذا روي عن ابن ماهان، وسمعناه من القاضي الشهيد وغيره. بالنون، وبالنون ذكره الهروي والخطابي وغير واحد. قال الخطابي: وقد صحفه أصحاب الحديث فيروونه بالباء مثل وإنما الذي بالباء بقيع المدينة موضع قبورها، وأما أبو عبيد البكري فقال: إنما هو بالباء مثل: بقيع الغرقد. قال: ومتى ذكر البقيع دون إضافة فهو هذا، ووقع في كتاب الأصيلي في موضع

<<  <  ج: ص:  >  >>