للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو علي: الوقاء ما يوقى به الشيء، وقد قالوا: الوقايا بالفتح أيضًا، والأول أفصح. قال اللحياني: وقيته ما يكره وقيًا ووقاية ووقاية ووقاية ووقاء: ممدود.

وقوله: يتقي بجذوع النخل (١) أي: يستتر عنه بها، ويجعلها وقاية بينه وبينها.

[فصل الوهم والتغيير]

قوله: في التفسير: وقال مجاهد ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [التحريم: ٦]، وأوقفوا أهليكم بتقوى الله، كذا لابن السكن وللقابسي، وعند الأصيلي: أوقفوا أنفسكم وأهليكم. قال القابسي: وصوابه قوا أنفسكم، وقوا أهليكم.

قوله: المسجور الموقد، كذا لجميعهم، ولأبي زيد عند الأصيلي: الموقر بالراء، وفسر بعضهم المملو، والقولان معروفان في تفسير المسجور. مجاهد يقول: الموقر بالراء. وقيل: المملو والله تعالى أعلم.

[الواو مع السين]

[(و س د)]

قوله: إذا وُسد الأمر إلى غير أهله (٢)، كذا لكافة الرواة أي: أسند وجعل لهم وقلدوه يعني الأمارة، وعند القابسي أوسد، وقال الذي أحفظ وسد. قال: وفيه عندي إشكال بين، وسد وأسد. قال: وهما بمعنى. قال القاضي : هو كما قال، وقد قالوا: وسادة وإسادة واشتقاقهما واحد، والواو هنا بعد الألف، ولعلها صورة الهمزة والله أعلم.

وقوله: جعلتها تحت وسادتي (٣) وألقى له وسادة (٤)، ونام في عرض الوسادة (٥)، ويروى: الوساد هو ما يتوسد عليه عند النوم، ويجعل عليه الرأس، أو يتكأ عليه. يقال فيه: وسادة ووسادة وإسادة بالهمز، لغة هذلية. وقيل في قوله: في عرض الوسادة. أن المراد هنا الفراش.

وقوله: إن وسادك لعريض (٦) يريد إن كنت توسدت تحت رأسك الخيط الأبيض والخيط الأسود، الذي أراد الله تعالى بقوله ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [البقرة: ١٨٧] فإن وسادًا يكونان تحته، وهما الليل والنهار، الآخذان بأقطار الدنيا، لعريض قاله له على طريق التبكيت، لما تأولهما عقالين وجعلهما تحت رأسه، وكان يأكل حتى يتبين له الأبيض منهما من الأسود. وقيل: معناه تعريض بالبلادة، وكنى بالوسادة عن القفا، كما قال في الحديث الآخر: إنك لعريض القفا (٧)، ومثل


(١) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٧٩، والشهادات باب ٣، والجهاد باب ١٦٠، ١٧٨، والأدب باب ٩٧، ومسلم في الفتن حديث ٩٥.
(٢) أخرجه البخاري في العلم باب ٢.
(٣) أخرجه البخاري في الصوم باب ١٦، ومسلم في الصيام حديث ٣٣.
(٤) أخرجه البخاري في الصوم باب ٥٩، والاستئذان باب ٣٨، والاستتابة باب ٢، ومسلم في الصيام حديث ١٩١، والإمارة حديث ١٥.
(٥) انظر البخاري في الوضوء باب ٣٦، والوتر باب ١، والعمل في الصلاة باب ١، وتفسير سورة ٣، باب ١٩، ٢٠، ومسلم في المسافرين حديث ١٨٢، ومالك في صلاة الليل حديث ١١.
(٦) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢، باب ٢٨، ومسلم في الصيام حديث ٣٣.
(٧) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢، باب ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>