للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله تعالى ﴿فَشُدُّوا الْوَثَاقَ﴾ [محمد: ٤].

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث كعب: حتى تواثقنا على الإسلام (١)، كذا الرواة الصحيحين، كلهم إلا الجرجاني: فعنده توافقنا (٢) من الموافقة، وقد فسرناه.

[الواو مع الجيم]

[(و ج أ)]

قوله: : عليه بالصوم فإنه له وِجاء (٣): بكسر الواو ممدود هو نوع من الخصاء قيل: هو رض الأنثيين. وقيل: غمز عروقهما، والخصاء شق الخصيتين واستئصالهما، والجب: قطع ذلك بشفرة محماة من أصله، شبه ما يقطع الصوم من النكاح، ويكسر من غلمته بذلك، لأنه إذا صنع بالفحل انقطع ذلك عنه.

وقوله: فوجأت في عنقها (٤) أي: دفعت فيه، وهو كالطعن فيه باليد، ومنه: وجأه بالخنجر وغيره. وقال الخليل: وجأه: ضرب عنقه، ومنه قوله: ويجا بها. ومنه يتوجأ بها في بطنها أي: يطعن ويشق.

وقوله: في الثمر فليجأهن بنواهن (٥) أي: يدقهن.

[(و ج ب)]

قوله: فإذا وجب فلا تبكين باكية (٦)، فسره في الحديث: إذا مات.

وقوله: فقد أوجب وأوجبوا أي: وجبت له الجنة أو النار، وموجبات رحمتك أي: ما أوجب الله عليه الجنة، وكذلك موجبات نقمتك، وأن صاحب النار أوجب أي: كسب خطيئة يستوجب بها عقوبة النار. قال أبو عبيد: هذا من أعجب ما يجيء من الكلام، يقال للرجل: قد أوجب، وللحسنة والسيئة، قد أوجبت.

وقوله: في الذي قرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] وجبت، فسره في الحديث: وجبت له الجنة. وفي الميت الذي أثني عليه: وجبت (٧). قيل: الجنة. وقيل: الشهادة التي شهدت له، ومثله في الذي أثني عليه بشر.

وقوله: إذا سمع وجبة (٨)، وسمعتم وجبتها (٩): بسكون الجيم: هي صوت الوقعة والهدة. وقيل: معناه سقوطها من قوله ﴿فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا﴾ [الحج: ٣٦].

وقوله: إذا وجبت الشمس (١٠)، يقال منه:


(١) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٢) أخرجه بلفظ: "توافقنا" أحمد في المسند ٣/ ٤٥٧.
(٣) أخرجه البخاري في الصوم باب ١٠، والنكاح باب ٢، ٣، ومسلم في النكاح حديث ١.
(٤) أخرجه مسلم في الطلاق حديث ٢٩.
(٥) أخرجه أبو داود في الطب باب ١٢.
(٦) أخرجه مالك في الجنائز حديث ٣٦.
(٧) انظر البخاري في الجنائز باب ٨٦، والشهادات باب ٦، ومسلم في الجنائز حديث ٦٠.
(٨) أخرجه مسلم في صفة الجنة حديث ٣١.
(٩) انظر الحاشية السابقة.
(١٠) انظر البخاري في المواقيت باب ١٨، ومسلم في المساجد حديث ١٧٧، ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>