للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يفوقان مرداس في مجمع (١) أي يسودان عليه ويكونان فوقه في المنزلة.

[(ف و هـ)]

قوله: على أفواه الجنة (٢) يقال فوهة النهر والطريق مضموم الفاء مشدد الواو أي فمه وأوله كأنه يريد مفتتحات مسالك قصور الجنة ومنازلها.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث ابن فليح وفوقه عرش الرحمن بضم الفاء ضبطه الأصيلي وبالنصب لغيره وهو المعروف ولا أعرف للضم وجهًا.

وقوله: في مباشرة الحائض تتزر في فور حيضتها (٣) أي: في أولها ومعظمها وانتشارها، كذا لهم هنا، وعند ابن السكن: ثوب حيضتها، وهي إحدى روايتي الأصيلي وهو وهم، وفي صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً إذا تخوفت الفوت (٤)، وعند الجرجاني: الوقت وكلاهما صحيحا المعنى. وفي رواية الفوت حجة لجواز ذلك للطالب، وقد اختلف العلماء فيه، ولم يختلفوا في المطلوب. وفي آخر الضحايا من كتاب مسلم، في ادخار لحوم الضحايا: أن ذلك عام كان الناس بجهد، فأردت أن يفشو فيهم (٥) كذا في جميع النسخ، وعند البخاري: فأردت أن يعينوا فيها يعني ذا

المخمصة، وله وجه حسن، ولعل ما في مسلم مغير منه.

[الفاء مع الياء]

[(ف ي ء)]

قوله: حتى يفييئا (٦) أي: يرجعا إلى حالهما الأول من الصحبة والأخوة.

وقوله: حتى فاء الفيء (٧) ورأينا فيء التلول (٨)، وتفيء الظلال، وليس للحيطان ظل نستفيء به أي: نستظل، وكذا جاء مفسرًا في حديث آخر، والفيء مهموزًا ما كان شمسًا فنسخه الظل. والظل ما لم تغشه الشمس وأصل الفيء الرجوع أي: ما رجع من الظل من جهة المغرب إلى المشرق. قالوا: والظل ما قبل الزوال ممتدًا من المشرق إلى المغرب، على ما لم تطلع عليه الشمس قبل. والفيء ما بعد الزوال، لأنه يرجع من جهة المغرب إلى المشرق إلى ما كانت عليه الشمس قبل. ويدل عليه قوله في باب علامات النبوءة في البخاري إلى ظل لم تأتِ عليه الشمس، وفي البخاري: من بعض الروايات. قال ابن عباس: تتفيأ، تتميل. وقيل: تسرع منها الفيئة أي: الرجوع، وفيء المسلمين: ما أفاء الله عليهم أي: رده عليهم من مال عدوهم، ومنه: ما يفيء الله علينا أي: نغنمه.


(١) أخرجه مسلم في الزكاة حديث ١٣٧.
(٢) أخرجه البخاري في التوحيد باب ٢٤، ومسلم في الإيمان حديث ٣٠٢.
(٣) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٤) أخرجه البخاري في الخوف باب ٥.
(٥) أخرجه مسلم في الأضاحي حديث ٣٤.
(٦) أخرجه مسلم في البر حديث ٣٦، ومالك في حسن الخلق حديث ١٨.
(٧) أخرجه مالك في الوقوت باب ٢٠.
(٨) أخرجه البخاري في المواقيت باب ٩، ١٠، ومسلم في المساجد حديث ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>