للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شميل: صنف من الحيات أزرق مقطوع الذنب، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها.

[(ب ت ل)]

وقوله: رد على عثمان بن مظعون التبتل (١): أي تَرْكُ النكاح والانقطاع عنه، بدليل قوله: ولو أذن لنا لاختصينا. ومنه: صدقة بنة بتلة.

وكله من نحو ما تقدم، وسميت مريم البتول لانقطاعها عن الأزواج، وفاطمة البتول لانقطاعها عن الأمثال، وقيل: عن الأزواج إلا عن عليَّ.

[(ب ت ع)]

البِتْع: بكسر الباء بواحدة وسكون للتاء باثنتين فوقها، وقد ذكر أهل اللغة فيه فتح التاء أيضاً، ولم يختلفوا في كسر الباء قبلها هو شراب العسل، وقد جاء مفسراً في الحديث (٢).

[فصل الاختلاف والوهم]

في حديث الدعوة قبل القتال وذكر حديث يحيى بن يحيى التميمي في سبي بني المصطلق وخبر جويرية بنت الحارث وفيه قال يحيى: أحسبه قال: جويرية. أو البتة: ابنة الحارث.

كذا قيدنا هذا الحرف في كتاب مسلم عن جميعهم: ألبتة. بباء بواحدة مفتوحة بعدها تاء باثنتين فوقها مشددة، ورأيت أبا عبد الله بن أبي نصر الحميدي في مختصره ضبطه: إليته، بكسر اللام بعدها ياء باثنتين تحتها، كأنه اسم آخر شك فيه، وفي جويرية، وهو تصحيف لا شك فيه، إذ هذا الاسم مما لم يعرف ولا سمع به فيمن سبي من بني المصطلق، وإنما لحق يحيى شك في سماعه نسب جويرية، فقال: أحسبه قال ذلك، ثم غلب على ظنه قوله فقال: أو هي ألبتة. أي أقطع أنه قاله، وإنما توقعه تشكك منه، ويدل عليه قوله بعد من الطريق الآخر عن غيره. وقال: جويرية بنت الحارث.

ولم يشك، وكان يحيى بن يحيى لكثرة تورعه وخوفه يتوقف في الحديث كثيراً ويذكر الشك فيه، حتى كانوا يلقبونه بالشكاك لذلك، ومثل هذا قول يحيى بن يحيى أيضاً فيه في آخر حديث الصلاة بعد الجمعة: أظنه قرأت: فيصلي، أو ألبتة. أي شك هل قرأ فيصلي، ثم غلب يقينه فقال: أو البتة. أي لا أشك بل أبُتُّ أني قرأته.

وفيمن أعتق شركاً له في عبد في الموطأ قال: ليسوا هم ابتدأوا والعتاقة ولا ابتوها. بتاء باثنتين كذا لبعض الرواة ورواه أكثرهم: أثبتوها: من الثبات، ورواه آخرون: أنشئوها، أي ابتدأُوها، وكذا لابن عبد البر. وسقطت الكلمة كلها من رواية ابن بكير.

في حديث جابر في ذكر الإقراض: فوضعن على بَتِّيّ: بباء مفتوحة بواحدة وتاء باثنتين فوقها مكسورة مشددة وياء مشددة كياء النسب، كذا ضبطناه على القاضي أبي علي وأبي بحر بن العاصي، وكان في كتاب ابن أبي جعفر مثله، وفي أصله: بُنِّي بضم الباء أولاً وبعدها نون مكسورة مشددة أيضاً، وكتبنا عنه عليه علامة الطبري، قال ابن وضاح: وهو الصواب قال: وهو طبق أو مائدة من خوص أو حلفاء، والبُت


(١) أخرجه البخاري في النكاح باب ٨، ومسلم في النكاح حديث ٦، ٧، ٨.
(٢) انظر البخاري في المغازي باب ٦٠، والأشربة باب ٤، والأدب باب ٨٠، ومالك في الأشربة حديث ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>