للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تاء افتعل لقربها من الصاد، وأصله الصاد واللام، ومثله قوله: من اصطبح كل يوم ثمرات عجوة على ما جاء في بعض الروايات، وأكثرها من تصبح، وقد ذكرناه واصطبح افتعل من ذلك.

[(ص ط ف)]

قوله: أفضل ما اصطفى الله لملائكته (١)، واصطفاه أي: اختاره واستخلصه: والطاء فيها مبدلة من تاء افتعل لمجاورتها الطاء، وحقيقة الحرف رسم الصاد والفاء.

وقوله: اصطنع خاتماً من ذهب (٢) أي: سأل أن يصنع له أوامر بذلك، والطاء هنا مبدلة من تاء افتعل كالأولى، ورسمه الصاد والنون، ومثله في الأذنين. إذا اصطلمتا: الطاء بدل من تاء افتعل، كما تقدم، وبابه الصاد واللام.

[الصاد مع الكاف]

[(ص ك ك)]

قوله: أحللت بيع الصِّكاك (٣): بكسر الصاد: جمع صك، وهو الكتاب والجمع صكوك أيضاً، يريد بيع ما يخرج من الطعام في الصكاك في الأرزاق، من قبل الأمراء للناس قبل قبضها، وقد اختلف الفقهاء في بيع من خرجت له، لما فيها قبل قبضه، ولم يجيزوا ذلك لغيره، ممن اشترى منه ما فيها حتى يقبضه، لأنَّه صار طعاماً مشترى لا يحل بيعه قبل قبضه، والأول ليس ببيع إنما هو كالهبة والصدقة، والرفع من الأرض ومن منعه جعله كمال أخذ عن الإجازة لكونهم أهل ديوان، ورزق على الجهاد.

وقوله: صك في صدري أي: ضرب فيه ضربة شديدة بكفه، وكذلك قوله: لكني صككتها صكة (٤) أي: لطمتها، وكذلك قوله: فأصكه بسهم في نغض كتفه (٥) أي: أضربه به، وفي خبر موسى وملك الموت: فصكه ففقأ عينه (٦). قيل: هو على ظاهره أي: لطم وجهه، والصك الضرب بالكف، وبما هو عريض، وفقأ عين الصورة التي ظهر له فيها الملك، ولعله لم يعلم حينئذ أنه ملك، إذ كان في صورة آدمي. وقيل: صكه أي: قابله بكلام غليظ حتى فقأ عين حجته وزاد قوله.

وقوله: على جمل مصك: بكسر الميم وفتح الصاد وكاف مشددة، هو الجيد الجسم القوي، وقال ابن قتيبة: هو الشديد الخلق، وأنكر فتح الميم. قال القاضي : وقد يكون مصك من الصكك، وهو احتكاك العرقوبين.

وقوله: حتى كان صكة عُمَيّ: بفتح الصاد وتشديد الكاف وضم العين وفتح الميم وشد الياء، هو اشتداد الهاجرة نصف النهار. ويقال: صكة أعمى (٧) أيضاً، وهي صكة الهاجرة أيضاً، وعمي هنا اسم رجل من العماليق أغار على قوم في هذا الوقت من النهار، فضُرِب به


(١) أخرجه الترمذي في الدعوات باب ١٢٧.
(٢) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٦.
(٣) أخرجه مسلم في البيوع حديث ٤٠.
(٤) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٣٣.
(٥) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٣٢.
(٦) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٦٨، وأحاديث الأنبياء باب ٣١، ومسلم في الفضائل حديث ١٥٧.
(٧) انظر أحمد في المسند ١/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>