للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به، وقدر عليه ألحقه بالكافرين في النار، ورواه بعضهم ملحق يفتح الحاء ومعناه: يلحقه الله بالكافرين.

وقوله: لو فعلت للحقتك النار، كذا للعذري ولغيره للفحتك النار أي: ضربتك بلهبها وأحرقتك، وهو أصوب في الكلام.

[(ل ح ي)]

قوله: من ضمن لي ما بين لحييه (١) قيل: لسانه. وقيل: بطنه. واللحى: بفتح اللام وكسرها العظم الذي تنبت عليه اللحية من الإنسان، وهو في سائر الحيوان. واعفوا اللِحى (٢): بكسر اللام مقصور جمع لحية: بالكسر فيهما لا غير، وتلاحى فيها رجلان (٣) أي: تخاصما. وقيل: تسابَّا وكان يلاحي أي: يساب، والملاحاة: الخصومة والسباب والاسم اللحاء مكسور ممدود، وقد جاء في مسلم كذلك في شعر حسان:

سباب أو لحاء (٤)

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في الضحايا: إن هذا يوم اللحم فيه مكروه (٥)، قد ذكرنا اختلاف الرواية فيه بين مكروه ومقروم، فمن قال: مقروم أي: يشتهي كما جاء في الرواية الأخرى: هذا يوم يشتهى فيه اللحم، وكذا رواه البخاري ومسلم في رواية العذري، وقد ذكرناها في الكاف. ومن قال: مكروه وهي رواية كافة رواة مسلم، وكذا ذكره الترمذي أي: يكره أن يذبح فيه لحمًا لغير الضحية، كما قال: إنها شاة لحم. وقال بعضهم: صوابه على هذه الرواية اللحم: بفتح الحاء أي: شهوة اللحم، أي: ترك الأضحية والذبح حتى يترك أهله يشتهون اللحم مكروه.

وقوله: في تفسير سورة الأنعام لما حرم عليهم شحومها، أجملوه ثم باعوه (٦)، كذا لهم وللقابسي لحومها، وهو وهم.

وقوله: في حديث أبي مسعود في باب: ضرب المملوك لو لم تفعل ذلك للحقتك النار، كذا للعذري ولغيره: لفحتك (٧) وهو الصواب. في حديث فاطمة بنت قيس: في حديث إسحاق فخرج في غزوة بني لحيان، كذا عند بعض رواهُ مسلم، والذي عند كافة شيوخنا، وفي أصولهم نجران وهو الصواب، بدليل قولها في الحديث الآخر.

قوله: في حديث عائشة: حتى ألحيت


(١) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٢٣، والحدود باب ١٩.
(٢) أخرجه البخاري في اللباس باب ٦٥، ومسلم في الطهارة حديث ٥٢.
(٣) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٣٦، وليلة القدر باب ٤، والأدب باب ٤٤، ومالك في الاعتكاف باب ١٣.
(٤) يروى البيت بتمامه:
نولِّيها الملامة إن ألمنا … إذا ما كان مَغْثٌ أو لحاءُ
والبيت من الوافر، وهو في ديوان حسان بن ثابت ص ٧٢.
(٥) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٦) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٥٠، وتفسير سورة ٦، باب ٦، والبيوع باب ١٠٣، ١١٢، ومسلم في المساقاة حديث ٧٢.
(٧) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في الأيمان حديث ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>