للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوجنتين (١)، والرواية الأخرى أي: ناتئها ومرتفعها، كما قال: ناتئ في الحديث الآخر.

وقوله: وتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس (٢) أي: كبرائهم وأهل الأحساب منهم، وشرف الرجل حسبه بالآباء. قال يعقوب: لا يكون الشرف والمجد إلا بالآباء، ويكون الحسب والكرم بنفس الإنسان، وإن لم يكن ذلك بآبائه.

[(ش ر ق)]

قوله: شرق بذلك (٣): بكسر الراء، ضاق صدره حسدًا كمن غص بشيء والشرق بالمشرب، والغصص بالمطعوم.

وقوله: يؤخرون الصلاة إلى شرق الموتى (٤)، شرق الميت: غصصه بريقه عند الموت، يريد أنهم يصلون ولم يبقَ من الشمس إلا بقدر ما بقي من حياة الميت إذا بلغ هذا المبلغ. وقيل: شرق الموتى: اصفرار الشمس عند غروبها. وقيل: هو ارتفاع الشمس على الحيطان، وكونها بين القبور آخر النهار، كأنها لجة يريد أنهم يؤخرون الجمعة إلى ذلك الوقت. ويقال: شرق الموتى إذا ارتفعت الشمس على الطلوع. يقال: تلك الساعة ساعة الموتى.

وقوله: أشرق ثبير كيما نغير (٥) أي: أدخل يا جبل في الشروق. ويقال: شرقت الشمس وأشرقت وشروقها، طلوعها. وإشراقها: إضاءتها وامتداد ضوءها، ومنه النهي عن الصلاة حتى تشرق الشمس (٦)، وضبطه بعضهم: تشرق من شرقت أي: طلعت. ويؤيده ما في الرواية الأخرى: حتى تطلع الشمس، وكيما نغير أي: ندفع للنحر، ومعناه الإسراع وأيام التشريق. قال مالك: الأيام المعدودات هي: أيام التشريق. وقال في موضع آخر: هي الأيام التي نهى النبي عن صيامها. وقال غيره: سميت بذلك لأنهم كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي أي: يقطعونها ويقددونها. وقيل: من أجل صلاة العيد، صلاتها وقت شروق الشمس. قال أبو عبيد: فصارت هذه الأيام تبعًا ليوم النحر. وقال أبو حنيفة: التشريق التكبير دُبُر الصلوات. قال أبو عبيد: ولم أجد أحدًا يعرف أن التكبير يقال له: التشريق. وقيل: أيام التشريق أيام منى، وهي أيام معلومات.

وقوله: في البقرة وآل عمران، كأنهما ظلتان سوداوان بينهما شرق (٧): بفتح الشين وسكون الراء. قيل: نور وضوء، كذا ضبطناه عن بعض شيوخنا، وكذا كان في كتاب التميمي، وكذا قيدناه عن أبي الحسين بن سراج في كتاب


(١) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٦، والمغازي باب ٦١، ومسلم في الزكاة حديث ١٤٣، ١٤٤.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٦، والحدود باب ٣١ (المحاربين باب ١٦).
(٣) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٣، باب ١٥، والمرضى باب ١٥، والأدب باب ١١٥، والاستئذان باب ٢٠، ومسلم في الجهاد حديث ١١٦.
(٤) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٢٦، بلفظ: "ويخنقونها إلى شرق الموتى".
(٥) أخرجه البخاري في الحج باب ١٠٠.
(٦) أخرجه البخاري في المواقيت باب ٣٠، ومسلم في المسافرين حديث ٢٨٧.
(٧) أخرجه مسلم في المسافرين حديث ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>