للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو البعد، وبالكسر رواه شيوخ الموطأ، وقد روته الكافة: بفتح الغين، ورويناه من طريق المهلب مغربة: بسكون الغين، وحكاه البوني عن بعضهم ومعناه: هل عندكم خبر عن حادث يستغرب؟ وقيل: هل من خبر جديد من بلد بعيد؟ يقال: غرب الرجل إذا بعد، وقاله أصحاب الأفعال بالتخفيف. قال: وأغرب الرجل: أتى بغريب من قول أو فعل، وعلى الإضافة بغير تنوين. رويناه عن شيوخنا في الموطأ، وأنكر بعضهم نصب خبر، وأجازه بعضهم على المفعول من معنى الفعل في مغربة، وهو الذي كان يميل إليه بعض شيوخنا من أهل العربية.

وقوله: وتغريب عام (١) أي: نفيه عن بلده. يقال: غربت الرجل وأغربته، إذا نفيته وأبعدته. وقوله: كما تذاد الغريبة من الإبل (٢) معناه: الرجل يورد إبله الماء فتدخل معها الناقة ليست منها، فتصرف عنها حتى يسقى إبله.

وقوله: كالكوكب الغارب (٣) معناه: البعيد من مرأى العين الداني للغروب، ومثله في الرواية الأخرى: العازب: بالعين المهملة والزاي، ويروى الغارب، وقد ذكرناه قبل.

وقوله: فأصابه سهم غرب (٤)، يقال: على النعت منونان: بفتح الراء وسكونها. قال أبو زيد: فبفتح الراء إذا رمى شيئًا فأصاب غيره. وبسكونها إذا أتى السهم من حيث لا يدري. وقال الكسائي والأصمعي: إنما هو سهم غرب: بفتح الراء مضافًا الذي لا يعرف راميه، فإذا عرف فليس بغرب. قال أبو عبيد: والمحدثون يسكنون الراء والفتح أجود، وأكثر في كلام العرب. وقال ابن سراج: وبالإضافة أيضًا مع فتح الراء، ولا يضاف مع سكونها ومنه: سهم غرض بالضاد، وحجر غرض.

[(غ ر ث)]

قوله: وتصبح غرثى من لحوم الغوافل (٥) أصل الغرث: بفتح الراء: الجوع، هذا استعارة أي: أنها لا تذكر أحدًا بسوء ولا تغتابه. وفي محاجة النار والجنة. وقول الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وغرثهم وسقطهم (٦)، كذا في حديث عبد الرزاق، عند كافة الرواة، هو بمعنى ما تقدم من ضعفائهم ومجاويعهم.

[(غ ر ر)]

قوله: غرة عبد، أو وليدة (٧) الغرة، عند أهل


(١) أخرجه البخاري في الصلح باب ٥، والأحكام باب ٣٩، والآحاد باب ١، والشروط باب ٩، والأيمان باب ٣، والحدود ٣٠، ٣٢، ٣٤، ٣٨، ومسلم في الحدود حديث ٢٥، ومالك في الحدود حديث ٦.
(٢) أخرجه البخاري في الشرب باب ١٠، ومسلم في الطهارة حديث ٣٨، والفضائل حديث ٣٩.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٣٣٥، ٣٣٩.
(٤) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٤، والرقاق باب ٥١.
(٥) صدر البيت: حصانّ رزانٌ ما تزنَّ بريبةٍ
والبيت من الطويل، وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ٢٢٨. والحديث أخرجه البخاري في المغازي باب ٣٤، وتفسير سورة ٢٤، باب ٩، ١٠، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ١٥٥.
(٦) أخرجه مسلم في صفة الجنة حديث ٣٦ بلفظ: "وغرّتهم".
(٧) انظر البخاري في الاعتصام باب ١٣، والفرائض باب ١١، والديات باب ٢٥، ٢٦، والطب باب ٤٦، ومسلم في القسامة حديث ٣٤، ٣٦، ٣٨، ٣٩، ومالك في العقول حديث ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>