للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقصور، ومغزاة أيضًا: موضع الغزو، وجمعه مغازي، ومنه إذا بلغ به رأس مغزاته، وتكون أيضًا الغزوات أنفسها، والغزاة والغزى والغزى واحد، جمع غاز.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث كعب بن مالك في رواية سلمة بن شبيب: ولم يتخلف عن رسول الله في غزوة غزاها قط غير غزوتين، وذكر الحديث. وفي رواية العذري: غير غزوة تبوك، وذكر الحديث وكلاهما صحيح، والأظهر رواية العذري لأن في الحديث الآخر قبله، إلا غزوة تبوك، غير أني تخلفت في غزوة بدر، وذكر الحديث فالأظهر أنه أحال عليه، وعلى الرواية الأخرى فهي غزوتان، وكذا جاء في كتاب التفسير في البخاري: غير غزوتين: غزوة العسرة وغزوة بدر. في غزوة خيبر في حديث التنيسي: وكان إذا أتى قومًا بليل لم يغز بهم حتى يصبح، كذا بالزاي لأبي الهيثم: لم يغز بهم، والذي لغيره من رواة الموطأ: لم يغر حتى يصبح من الغارة وهو الوجه.

[الغين مع الطاء]

[(غ ط ط)]

قوله: فغطني (١) أي: غمني ونحوه غتني في بعض الروايات، وهو حبس النفس مدة وإمساك اليد أو الثوب على الفم، والخنق خنقًا. يقال في كله: غته يغته. ويقال: بالطاء في الخنق وتغييب الرأس في الماء.

وقوله: له غطيط (٢)، وحتى سمعت غطيطه (٣). قال الحربي: هو صوت يخرجه النائم مع نفسه.

وقوله: والبرمة تغط (٤) أي: تغلي، ولغليانها صوت.

[الغين مع اللام]

[(غ ل ب)]

قوله: إن رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي (٥)، هذا استعارة لكثرة الرفق والرحمة، وشمولها على العالمين فكأنها الغالب، ولذلك يقال: غلب على فلان حب المال، وغلب عليه الكرم، والغالب عليه العقل، أي: أكثر خصاله أو أفعاله، وإلا فغضب الله تعالى ورحمته، صفتان من صفاته راجعتان إلى إرادته ثواب المطيع وعقاب العاصي، وصفاته لا توصف بغلبة إحداها على الأخرى، ولا يسبقها لها لكنها استعارة على مجاز كلام العرب وبلاغتها في المبالغة.

وقوله: في باب سقاية الحاج: لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه (٦)، يريد


(١) أخرجه البخاري في بدء الوحي باب ٣، وتفسير سورة ٩٦، باب ١، والتعبير باب ١، ومسلم في الإيمان حديث ٢٥٢.
(٢) أخرجه البخاري في العمرة باب ١٠، ومسلم في الحج حديث ٦.
(٣) أخرجه البخاري في العلم باب ٤١، والأذان باب ٥٧، والتمني باب ٤، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٣٩.
(٤) أخرجه البخاري في المغازي باب ٢٩، ومسلم في الأشربة حديث ١٤١.
(٥) أخرجه البخاري في التوحيد باب ١٥، ٢٢، ٢٨، ٥٥، وبدء الخلق باب ١، ومسلم في التوبة حديث ١٤، ١٦.
(٦) أخرجه البخاري في الحج باب ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>