للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ر ج س)]

وقوله: في الروثة إنها رجس (١) أي قذر، وفي الحديث الآخر: ركس (٢) وهما بمعنى، وكذلك رواه القابسي في باب الاستنجاء: بالجيم وغيره بالكاف.

وقوله: في لحوم الحمر ﴿رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ [المائدة: ٩٠] الرجس بالسين اسم لكل ما استقذر، وقد جاء الرجس بمعنى المأثم والكفر والشك، وهو قوله تعالى: ﴿فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ [التوبة: ١٢٥] وقيل نحوه في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [الأحزاب: ٣٣] ويجيء بمعنى العذاب أو العمل الذي يوجبه. قال الله تعالى ﴿وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [يونس الآية: ١٠٠] وقيل: يعني اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة.

[(ر ج و)]

وقوله: إلا رجاءة أن أكون من أهلها (٣) ممدود. قال في الجمهرة: فعلت رجاء كذا، ورجاءة كذا، وهو بمعنى طمعي فيه وأملي، ويكون كذلك أيضًا الرجاء ممدود بمعنى الخوف، ومنه في الحديث: إنا لنرجوا أو نخاف أن نلقى العدو غدًا. قال الله تعالى ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾ [نوح: ١٣] أي: لا تخافون له عظمة، و ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ﴾ [الكهف: ١١٠] أي: يخافه، يقال في الأمل: رجوت ورجيت، بالواو والياء. وفي الخوف: بالواو لا غير. قال بعضهم: لكن إذا استعملته العرب مفردًا في الخوف ألزمته لا حرف النفي قبله، ولم تستعمله مفردًا إلا في الأمل والطمع، وفي ضمنه بكل حال الخوف ألا يكون ما يؤمله. وهذا الحديث يرد قول هذا، فقد استعمله بغير لا.

وقوله: ترجين النكاح (٤): بضم التاء وفتحها معًا وبالضم ضبطه الأصيلي وكلاهما صحيح.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في الجلوس في الصلاة: إنه لجفاء بالرجل (٥)، كذا ضبطناه، قال الجياني: ما رأيناه إلا هكذا، بفتح الراء وضم الجيم. وقال أبو عمر بن عبد البر: إنما هو بالرجل: بكسر الراء وسكون الجيم وغيره تصحيف. وأنشد البخاري مستشهدًا:

ورجلة يضربون البيض ضاحية (٦)

كذا صوابه، وهي رواية المستملي: بفتح الراء وهو لأكثر الرواة: بكسر الراء وهما صحيحان


(١) أخرجه ابن ماجه في الطهارة باب ١٦.
(٢) أخرجه بلفظ: "ركس" البخاري في الوضوء باب ٢١.
(٣) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ١٤٥.
(٤) أخرجه البخاري في المغازي باب ١٠، ومسلم في الطلاق حديث ٥٦، بلفظ: "لعلك ترتجين النكاح".
(٥) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٣٢.
(٦) يروى البيت بتمامه:
ورجْلةٍ يضربون البيض عن عُرُضٍ … ضربًا تواصت به الأبطال سجِّيبا
والبيت من البسيط، وهو لابن مقبل في ديوانه ص ٣٣٣. والحديث أخرجه البخاري في تفسير سورة ١١، باب ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>