للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنه ما أصابه من غشية أو خوف أو غيره بالتخفيف وبالتشديد، رواه الشيوخ وهو صحيح كله.

وقوله: سراة الناس وسرواتهم، وسروات بني لؤي وسروات الجن، ونكحت بعده رجلًا سريًّا (١)، كلها بفتح السين أي: ساداتهم وأشرافهم من السرو وهي المروءة والسخاء معًا، يقال منه: سرى الرجل سريًّا وسر وسرو أو سراوة، والواحد سرى، وجمعه: سريون وأسرياء وسرات والسروات: جمع سرات.

[(س ر ي)]

قوله: أسرينا وسرينا مع رسول الله ويسري وليلة الإسراء أي: سرينا ليلًا يقال: منه سرى وأسرى، وقد قرئ بهما جميعًا ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾ [هود: ٨١] رباعي وثلاثي، والاسم السرى ومنه: ما السرى يا جابر؟ أي: ما أوجب سراك ومجيئك ليلًا.

قوله: بعث سرية. قال يعقوب: هي ما بين خمسة أنفس إلى ثلاثمائة. وقال الخليل: هي نحو الأربعمائة، والسرية الجارية تتخذ للوطء ذكرناها قبل، لأن أصلها من السر وهو النكاح.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: بالسريانية: بسكون الراء وتشديد الياء الآخرة هي اللغة الأولى التي تكلم بها آدم والأنبياء صلوات الله عليهم، أكثر الشيوخ يقولونه، بتشديد الراء. ومتقنوهم يقولونه: بسكونها، وكذا قيده الأصيلي.

وقوله: ما السرى يا جابر؟ فسرناه وهو المعروف، وفي بعض النسخ: ما السر؟ والأول المعروف. وفي كتاب الأنبياء في ذكر زكرياء: حدثهم عن ليلة أسري به ثم صعد حتى أتى السماء، كذا في رواية أبي نعيم. وفي بعض رواية أبي ذر، وفي بعضها بي، وسقطت الكلمة جملة عند الأصيلي وبعضهم، فيجب على سقوطها أن يقول ليلة أسري ثم صعَد: بفتح الهمزة فيستقيم الكلام. وفي حديث الهجرة فأحيينا وسرينا ليلتنا ويومنا (٢)، كذا في جميع النسخ، وفي الرواية الأخرى: أسرينا ليلتنا، ومن الغد (٣) مثله: والسرى لا يستعمل إلا بالليل، ولكنه لما ذكره مع الليل ضم النهار معه، وغلب أحدهما على الآخر كما قال: شراب البان، وتمر وأقط، وقد تكون هذه اللفظة أسأدنا ليلتنا ويومنا. يقال: اسادت سرت الليل والنهار. وفي غزوة الخندق فساررته، كذا لكافتهم وهو الوجه، وفي نسخ النسفي: فشاورته من الشورة، والمعروف ودليل الحديث تصويب الأول من السرار.

وقوله: ولا تنتهب نهبة ذات شرف (٤)، أما روايتنا فيها في الصحيح فبالشين المعجمة وفي غيرها بالمهملة، وبها ذكرها الحربي وفسرها بذات قدر كبير، وقد قيده بعضهم في مسلم بالمهملة، وبها يفسر أيضًا رواية المعجمة، وكلاهما بمعنى. وقيل: ذات شرف أي:


(١) أخرجه البخاري في النكاح باب ٨٢، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٩٢.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب ٢.
(٣) أخرجه البخاري في المناقب باب ٢٥.
(٤) أخرجه البخاري في المظالم باب ٣٠، والأشربة باب ١، والحدود باب ١، ومسلم في الإيمان حديث ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>