للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طبخه فعقد وهو معقد، وعقدت الحبل وغيره فهو معقود، كذا ضبطناه عن متقني شيوخنا، وهو وجه العربية، وضبطه بعضهم: حتى يعقد على ما لم يسم فاعله وهو صحيح أيضًا، وعند بعضهم: بالراء يعقر وليس بشيء.

وقوله: الخيلُ مَعْقود في نَوَاصيها الخَيْرُ (١) يريد أنه ملازم لها حتى كأنه شيء عقد فيها، ولم يرد النواصي خاصة، ومنه قوله: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد (٢). قال الطحاوي: هو مثل واستعارة من عقد بني آدم، وليس المراد بذلك العقد نفسها، لكن لما كان بنو آدم يمنعون بعقدهم ذلك، تصرف من يحاول فيما عقدوه، كان هذا مثله من الشيطان للنائم الذي لا يقوم من نومه، إلى ما يجب من ذكر الله والصلاة والله أعلم. وقيل: بل لا يبعد حمله على ظاهره وهو أظهر، فإن الشيطان يفعل من ذلك ما تفعله السواحر من عقدها ونفثها.

وقوله: لآمرنّ براحلتي ترحل ثم لا أحل لها عقدة حتى أقدم المدينة (٣)، معناه: لا أنزل عنها فأعقلها فأحتاج إلى حلها، ويكون المراد بالعقد هنا العزيمة أي: لا أحلها حتى أبلغ المدينة.

[(ع ق ر)]

قوله: فعقرت حتى ما تقلني رجلاي (٤): بكسر القاف. قال يعقوب وغيره: عقر الرجل فهو عقر إذا فجأه أمر فلم يقدر على أن يتقدم أو أن يتأخر. وقال الخليل: عقر الرجل إذا دهش، وضبطه القابسي: بضم القاف وهو غلط، وتقدم في حديث أم زرع: عقر جارتها منه، وما يحتمل من معنى والاختلاف في روايته، وتقدم في حرف الحاء قوله: عقرى حلقي (٥)، والاختلاف في ضبطه ومعناه.

وقوله: يرفع عقيرته (٦) أي: صوته: بفتح العين ولأصل هذه اللفظة قصة.

وقوله: عقر دارهم (٧): بضم العين وفتحها. قال الأصمعي: أصلها. وقال ثابت: عقر الدار معظمها وبيضتها. وقال يعقوب: العقر البناء المرتفع. وقال أبو زيد: عقر دار القوم وطنهم.

وقوله: وعقر حوضي (٨): بالضم مثله أصله. وقيل: موضع وقوف الشاربة على الحوض. وقيل: عقر الحوض مؤخره.


(١) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٤٣، ٤٤، والخمس باب ٨، والمناقب باب ٢٨، ومسلم في الزكاة حديث ٢٥، ومالك في الجهاد حديث ٤٤.
(٢) أخرجه البخاري في التهجد باب ١٢، وبدء الخلق باب ١١، ومسلم في المسافرين حديث ٢٠٧، ومالك في السفر حديث ٩٥.
(٣) أخرجه مسلم في الحج حديث ٤٧٥.
(٤) أخرجه البخاري في المغازي باب ٨٣.
(٥) أخرجه البخاري في الحج باب ٣٤، ١٤٥، ١٥١، والطلاق باب ٤٣، ومسلم في الحج حديث ١٢٨، ٣٨٧.
(٦) أخرجه البخاري في المدينة باب ١٢، ومناقب الأنصار باب ٤٦، والمرضى باب ٢٢، ومالك في المدينة حديث ١٤.
(٧) انظر النسائي في الخيل باب ١.
(٨) أخرجه مسلم في الفضائل حديث ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>