للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعمله (١)، والموبق بعمله وبذنوبه أي المعاقب المحبوس بها قال الله تعالى ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا﴾ [الشورى: ٣٤] أي: يحبسهم ويكون الموبق المعاقب المهلك. يقال منه: وبق يبق إذا هلك، وقد ذكرنا في حرف الباء الاختلاف في هذا الحرف.

[(و ب ش)]

قوله: إن قريشًا وبشت لحرب رسول الله أوباشًا (٢): بشد الباء أي: جمعت جموعًا من قبائل شتى، وهم الأوباش والأشواب أيضًا. ومنه: هل ترون أوباش قريش (٣)؟ قال ابن دريد: هم الأخلاط من الناس السفلة، وقد غلطوا ابن مكي في قوله: إنه يقع على الجماعات من قبائل شتي، وإن كان فيهم رؤساء وأفاضل. وقالوا: إنما يستعمل في موضع الذمّ والاحتقار.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في باب التوبة: نزل منزلًا وبه مهلكة (٤)، كذا لجميعهم في البخارى هنا، وصوابه ما في مسلم منزلًا دوية مهلكة (٥)، والأول تصحيف، وقد ذكرناه في حرف الدال.

[الواو مع التاء]

[(و ت ر)]

قوله: إنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ (٦)، الوتر: الفرد، والله تعالى واحدٌ لا ثاني له في ملكه ولا سلطانه، وهو واحد في أنه لا شريك له، وواحد في أنه لا مشبه له، وواحد في أنه لا يقبل الانقسام، ويحب الوتر أي: يثيب على ما حد منه، ويريد فعل ما حده من العبادات، ومنه قوله: أَوْتِرُوا (٧)، ويفضل كونه على ذلك. وقيل: ذلك راجع إلى ذكر أسمائه التي ذكر أول الحديث: تسعة وتسعون، وله فضل الوتر فيها، ليدل على الوحدانية، وقيل: ذلك راجع إلى صفة من يعبد الله بالوحدانية والإخلاص، ولا يشرك معه أحدًا، والعرب تقول في الواحد: وتر، ووتر: بالفتح والكسر، وقد قرئ بهما جميعًا. قال الحربي: أهل الحجاز يقولونه: بالفتح في العدد. وفي الرجل: بالكسر، وتميم وبكر وقيس يقولون: بالكسر وحكى الوجهين فيهما.

قوله: إذا استجمرت فأوتر (٨) أي: ليكن عددها وترًا، وصلاة الوتر من هذا لكونها ركعة عند الحجازيين، أو ثلاثًا عند العراقيين، وبعض الحجازيين، وبكل حال فعددها فرد.

وقوله فكأنما وتر أهله وماله (٩) أي: نقص.


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب ١٢٩.
(٢) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨٤.
(٣) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨٤، ٨٦.
(٤) أخرجه البخاري في الدعوات باب ٣.
(٥) أخرجه مسلم في التوبة حديث ٣.
(٦) أخرجه البخاري في الدعوات باب ٦٩، ومسلم في الذكر حديث ٥، ٦.
(٧) انظر مسلم في المسافرين حديث ١٦٠، ١٦١.
(٨) أخرجه الترمذي في الطهارة باب ٢١، والنسائي في الطهارة باب ٣٨، وابن ماجه في الطهارة باب ٤٤.
(٩) أخرجه البخاري في المواقيت باب ١٤، والمناقب باب ٢٥، ومسلم في المساجد حديث ٢٠٠، ٢٠١، والفتن حديث ١١، ومالك في الوقوت حديث ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>