للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخذ من كل حالم دينارًا (١) أي: بالغ.

وقوله: وأحلام السباع (٢) أي: في عقولها وأخلاقها من التعدي والبطش، والحلم بالكسر بمعنى: الصبر، لكن في الحلم: الصفح وأمن المؤاخذة وهو ضد البطش والسفه والاستشاطة، وأيضًا: العقل. والحليم من أسماء الله بمعنى العفو والصفوح مع القدرة والفعل منه حلم: بضم اللام.

[(ح ل ف)]

قوله: بينهما حِلْف بكسر الحاء وسكون اللام، والمحالفة: الموالاة والمناصرة، ومنه حديث تحالفت قريش وكنانة على بني هاشم (٣) أي: حلف بعضهم لبعض على عداوتهم وصاروا يدًا عليهم. ومن هذا قوله: غمس يمينًا في حلف، وسنفسره في حرف الغين إن شاء الله. ومنه قوله: لا حلف في الإسلام (٤) أي: ما كانت الجاهلية تفعله في الانتساب والتوارث، وقد نسخ الإسلام هذا بقوله ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٥) وآية المواريث، وأصله أنهم كانوا يتحالفون عند عقده على التزامه، والواحد حليف والجمع حلفاء وأحلاف. ومنه قوله: والحليفان أسد وغطفان (٥) والحَلْف: بفتح الحاء وكسر اللام اليمين واحدته حلفة مثل: ثمرة وهي الحلف أيضًا لغتان، وأكثر هذه الألفاظ وما اشتق منها متصرف في هذه الأمهات.

وقوله: اليمين على نية المستحلف (٦): بكسر اللام أي: طالب اليمين، وبين العلماء في هذه المسألة اختلاف وتفصيل ذكرناه في غير هذا الكتاب.

[(ح ل ق)]

قوله: عقرى حلقى (٧) مقصور غير منون مثل: سكرى. ومن المحدثين من ينونهما وهو الذي صوّب أبو عبيد قال: معناه: عقرها الله عقرًا أي: أهلكها وأصابها بوجع في حلقها. قال ابن الأنباري: ظاهره الدعاء عليها، وليس بدعاء. وقال غير أبي عبيد: عقرى حلقي صواب مثل: غضبي أي: جعلها الله كذلك، والألف ألف التأنيث. وقيل: عقرى أي: عاقر أي: لا تلد. وقال الأصمعي: هي كلمة تقال للأمر يعجب منه عقرى وحلقي وخمشي أي يُعقر منه النساء خدودهن بالخدش ويحلقن رؤوسهن للتسلب على أزواجهن لمصائبهن. ومن التعجب في حديث الطفل الذي تكلم في المهد. فقالت له أمه: حلقى. وقال الليث: معني: عقرى حلقى مشؤومة مؤذية تعقر قومها وتحلقهم بشؤمها. وقيل: معنى ذلك أي: ثكلى فتحلق أمها رأسها وهي عاقر لا تلد


(١) أخرجه أبو داود في الزكاة باب ٥.
(٢) أخرجه مسلم في الفتن حديث ١١٦.
(٣) أخرجه البخاري في الحج باب ٤٥، ومسلم في الحج حديث ٣٤٤.
(٤) أخرجه البخاري في الكفالة باب ٢، والأدب باب ٦٧، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٢٠٤، ٢٠٦.
(٥) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٩٠، ١٩٤.
(٦) أخرجه ابن ماجه في الكفارات باب ١٤.
(٧) أخرجه البخاري في الحج باب ٣٤، ١٤٥، ١٥١، والطلاق باب ٤٣، والأدب باب ٩٣، ومسلم في الحج حديث ٣٨٧، والبر حديث ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>