للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيصح في الزبير بصحبة النبي واختصاصه به ونصرته إياه. وقيل: المفضل عندي كفضل الحواري في الطعام، وكان ابن عمر يذهب إلى أنه اسم مختص بالزبير دون غيره لتخصيصه له به.

وقوله: أعوذُ بِكَ مِنَ الحورِ بَعْدَ الكورِ (١) بفتح الحاء والكاف براء آخرهما، كذا رواه العذري وابن الحذّاء، ويروى الكون بالنون في الحرف الآخر، وهي رواية الباقين، وسيأتي ذكره في الكاف. قيل: معناه على الرواية الأولى: نعوذ بك من النقصان بعد الزيادة. وقيل: بعد الجماعة. والحور: الجماعة. وقيل: من القلة بعد الكثرة. وقيل: نعوذ بك من النقصان والفساد بعد الصلاح والاجتماع كنقض العمامة بعد قوامها. يقال: كار عمامته إذا لفها وحارها إذا نقضها. ويقال: حار إذا رجع أي: كان على أمر جميل فزال عنه، ووهم بعضهم رواية الكون بالنون. وقيل: معناها رجع إلى الفساد والنقص بعد أن كان على حالة جميلة.

وقوله: من دعا رجلًا بالكفر وليس كذلك إلا حار عليه (٢) أي: رجع عليه.

قوله: أي: إثم ذلك.

وقوله: حتى يرجع إليكما ابناكما بحور ما بعثتما: بفتح الحاء أيضًا أي: بجواب ذلك. يقال: كلمته فما رد حورًا ولا حويرًا أي: جوابًا. وقيل: بحور ما بعثتما أي: بالخيبة والإخفاق.

[(ح و ز)]

قوله: لو كنت حزتيه (٣)، اتفقت رواية أصحاب الموطأ على هذا، ووجه الكلام حزته إذ لا يجتمع علامتان للتأنيث لكنها لغة لبعض العرب في خطاب المؤنث، ويلحقون في خطاب المذكر بالكاف ألفًا فيقولون: أعطيتكاه، ومثله في الحديث.

قوله: عصرتيها لو كنت تركتيها وغير ذلك وقد أنكرها أبو حاتم.

[(ح و ل)]

قوله: لا محالة ولا حول ولا قوة أي: لا حركة ولا استطاعة، والحول: الحركة، وفي الحديث الآخر: بك أحُول وبك أصُول (٤). قال الأزهري: بك أتحرك، وبك أحمل على العدو. وقال ابن الأنباري: الحول والمحالة: الحيلة. يقال: ما له حول ولا حيلة، ولا محالة ولا احتيال، ولا محتال، ولا محلة، ولا محال بمعنى واحد. قيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بعونه، وكان الحول عند هذا بمعنى الانصراف عن الشيء، ومنه قوله في الشيطان: إذا سمع النداء أحال وله ضراط (٥) أي: أدبر هاربًا، كما قال في الحديث الآخر. وكقوله في أهل خيبر: وأحالوا إلى الحصن (٦) أي: أقبلوا إليه هاربين. قال أبو


(١) أخرجه مسلم في الحج حديث ٤٢٦.
(٢) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ١١٢.
(٣) أخرجه مالك في الأقضية حديث ٤٠، بلفظ: "فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان لكِ".
(٤) أخرجه أبو داود في الجهاد باب ٩٠.
(٥) أخرجه مسلم في الصلاة حديث ١٦.
(٦) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>