للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحديث الآخر: خُلَّة الإِسلام: بضم الخاء. وفي الحديث الآخر: ولكن صاحبكم خليل الله وهو المختص والصديق، والخلة: بالضم المودّة، ومنه قوله تعالى ﴿وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ﴾ [البقرة: ٢٥٤] والخلة: بالفتح الفقر والحاجة يريد: لو كنت متخذًا خليلًا، افتقر إليه وألجأ إليه في جميع أموري لكان أبا بكر ولكن الذي ألجأ إليه وأفتقر إليه الله أو لو كنت منقطعًا لحب مخلوق لكان أبا بكر لكن صداقة الإسلام. وأصل الخلة: الفقر والحَاجة، ولهذا سمي إبراهيم خليلًا. وقيل: بل لأنه تخلق بخلال حسنة اختص بها. وقيل: الخلة الاختصاص. وقيل: هو تخالل المحبة الروح وغلبتها على النفس. والخلة أيضًا الصديق، والخل أيضًا.

وقوله: في الحديث الآخر: إني أبرأ إلى كل خلٍّ من خلِّه (١)، الخل: بالفتح الخلة وهي الخلال أيضًا، والمخاللة والخلالة. قال الحربي عن الأصمعي: يقال فلان كريم الخلة، والخل بالفتح، والمخاللة أي: الصحبة، ويقال في المصدر: خلالة وخلالة وخلولة، وكان في بعض كتب شيوخنا بالكسر، وما أظن قرأناه على جميعهم إلا كذلك. وفي حديث خديجة: فيبعث إلى خلائلها (٢) أي: أصدقائها كما جاء مفسرًا في الحديث الآخر، وفي البخاري في كتاب الأدب: إلى خلتها: بالضم. الخلة الصاحب، والخلة: الصداقة والمودة يعني: إلى خلائلها كما قال في الحديث الأول. وأقام الواحد مقام الجمع، أو إلى أهل صحبتها وصداقتها. وأقام المضاف مقام المضاف إليه.

قوله: أربع خلال (٣) أي: أربع خصال: الخلة بالفتح: الخصلة.

وقوله: رأيت فوارس رسول الله يتخللون الشجر (٤) أي: يسيرون خلالها بينها ووسطها. قال الله تعالى: ﴿فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ﴾ [النور: ٤٣].

وقوله: أرى الفتن خلال بيوتكم أي: أثناءها وما بينها، واحدها خلل، وأصله الفرجة بين الشيئين.

[(خ ل ص)]

وقوله: في حديث الإسراء: حتى خلصت، وفلما خلصت (٥) بمستوى أي: بلغت ووصلت كما قال في الرواية الأخرى: فلما ظهرت بمستوى أي: علوته، ومنه قوله في الحديث الآخر: وخلصت إلى عظمي (٦)، وكذلك لسنا نخلص إليك إلا في شهر حرام (٧)، ولو أني أعلم إني أخلص إليه وتخلص إلى أهل الفقه. قال في البارع: خلص فلان إلى فلان: وصل إليه وخلص أيضًا: سلم ونجا مما نشب فيه، وقد يكون في خبر هرقل من هذا بمعنى أسلم في الوصول إليه من الأعداء، ومنه قوله:


(١) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٧.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٢٠، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٧٤.
(٣) أخرجه البخاري في الجزية باب ١٧.
(٤) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٣٢.
(٥) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٤٣، ومناقب الأنصار باب ٤٢.
(٦) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٥٠، ٥٤.
(٧) أخرجه البخاري في الزكاة باب ١، والمناقب باب ٥، ومسلم في الإيمان حديث ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>