للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالحاء والياء باثنتين من الحوية، وسيأتي تفسيرها في الحاء والأول الصواب. وصحَّفه بعضهم فقال: محدب عليه، وفسره بمشفق، الحدب: الشفقة.

وقوله: فانجابت انجياب الثوب (١) قيل: تقطعت وانكشفت كالثوب الخلق المنقطع. وقيل: تجمعت وانقضت من قولك: جبت الفلاة أي: دخلتها والأول أظهر، وقد قيل: معنى جبت الفلاة أي: قطعتها. وقيل: خرقتها حتى تجوزها، والمعنى يرجع إلى تقارب.

وقوله: وصارت المدينة في مثل الجوبة (٢): بفتح الجيم أيضًا وبعد الواو باء بواحدة، ومثله قول ابن عباس في تفسير الجوابي: كالجوبة من الأرض قيل: هو المكان المتسع من الأرض. وقيل: هو الفجوة بين البيوت، ورأيت بعضهم ذكره في حديث الاستسقاء، الجونة بالنون، وفسره بالشمس لسوادها حين تغيب، وليست هذه الرواية بصحيحة ولا بينة المعنى هنا.

وقوله: وقول: آمين يجبكم الله (٣)، كذا رويناه، وكذا في جميع النسخ بالجيم من الإجابة وهو صحيح في المعنى.

وقوله: من يدعوني فاستجيب له (٤)، ذكر بعض أصحاب المعاني عن بعض علماء اللغة، أن الاستجابة لا تكون إلا على المراد وبخلاف المراد والإجابة تكون على المراد، وأن السين هنا أخرجتها عن الاحتمال وخلصتها، وزعم بعضهم أن هذه السين تقوم مقام القسم.

[(ج و ح)]

وقوله: أصابته جائحة (٥) أي: مصيبة اجتاحت ماله أي: استأصلته، وجائحة الثمار منها، ومنه قوله: اجتاح أصله أي: استأصله بالهلاك. وفي الحديث الآخر فأهلكهم واجتاحهم (٦).

[(ج و د)]

وقوله: ولم يأتِ أحد إلا حدث بجود (٧) بفتح الجيم أي: المطر الغزير. وقال يعقوب: يقال لكل مطر جود.

وقوله: سير المضمر المجيد (٨) بضم الأول فيهما وكسر الثانية أي: صاحب الفرس الجواد الذي ضمر، وفي الرواية الأخرى: الراكب الجواد المضمر بالفتح، صفة للجواد، والفرس الجواد الذي يجود بجريه، ومن رواه المضمر المجيد بفتح الميم الثانية من المضمر أراد الفرس، والمجيد الذي يلد الجياد، قاله ثابت.

وقوله: وهو يجود بنفسه (٩) أي: يسوق


(١) أخرجه البخاري في الاستسقاء باب ٩، ١٠، ١٢، ومالك في الاستسقاء حديث ٣.
(٢) أخرجه البخاري في الجمعة باب ٣٥، والاستسقاء باب ٢٤، ومسلم في الاستسقاء حديث ٩.
(٣) أخرجه النسائي في الإمامة باب ٣٨، والتطبيق باب ٢٣، ١٠١، والسهو باب ٤٤.
(٤) أخرجه البخاري في التهجد باب ١٤، والتوحيد باب ٣٥، ومسلم في المسافرين حديث ١٦٨، ١٦٩، ١٧٠، ومالك في القرآن حديث ٣٠.
(٥) أخرجه مسلم في المساقاة حديث ١٤.
(٦) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٢٦، والاعتصام باب ٢، ومسلم في الفضائل حديث ١٦.
(٧) أخرجه البخاري في الجمعة باب ٣٥، والاستسقاء باب ٢٤، ومسلم في الاستسقاء حديث ٩.
(٨) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٥١، ومسلم في الجنة حديث ٨، بلفظ: "الجواد المضمّر السريع".
(٩) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٤٣، والقدر باب ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>