للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشبهه، وأصل الثغر الكسر والهدم، وأثغر الصبي إذا أسقطت أسنانه وإذا نبتت، ويقال: ثغر إذا سقطت لا غير. ويقال: أثغر وأثغر أيضًا وهما بمعنى واحد، افتعل وردت الثاء في أثغر إلى لفظ الثاء للإدغام فيها، كما قالوا: أثأر من الثأر، ومن قاله: أثغر بالثاء المثلثة المشددة غلب التاء لكونها أصلًا في الحرف، كما قالوا: أثار من الثار كما صنعوا في: اذكر وادّكر، واضجع واطجع، مع إبدالهم التاء طاء ودالًا لتقاربهما.

[(ث غ م)]

وقوله: كان رأسه ثغامة أو كالثغام أو كالثغامة بياضًا (١). قال أبو عبيد: هو نبت أبيض الزهر والثمر يشبه بياض الشيب به، قال ابن الأعرابي: هي شجرة تبيضّ كأنها الثلج، وأخطأ بعض الكبراء في تفسيره فقال: هو طائر أبيض ولغيره فيه ما هو أقبح من هذا التفسير.

[فصل الخلاف والوهم]

في حديث مِثْلَ ما بَعَثَنِي اللهُ بهِ (٢).

قوله: فكان منها نقية قبلت الماء، كذا رويناه من جميع طرق البخاري بالنون المفتوحة بعدها قاف مكسورة بعدها ياء مشددة مفتوحة باثنتين تحتها مثل قوله في مسلم: طائفة طيبة، وذكره بعضهم عن البخاري ولم يروه عنه فكان منها ثغبة قبلت الماء (٣) بضم الثاء المثلثة وسكون الغين المعجمة. وفسره بمستنقع الماء في الجبال وهو غلط، وتصحيف وقلب لمعنى التمثيل لأنه إنما جعل هذا الفصل من المثل فيما تنبت والثغاب لا تنبت.

[الثاء مع الفاء]

[(ث ف ر)]

قوله: في الحائض: استثفري بثوب (٤)، ولتَسْتَثْفِرْ به (٥) أي: تشده على فرجها، مأخوذ من ثفر الدابة بالفتح أي تشده كما يشد الثفر تحت ذنب الدابة، ويحتمل أن يكون مشتقًا من الثفر بالسكون، وهو الفرج وأصله للسباع فاستعير لغيرها.

[(ث ف ل)]

وقوله: جمل ثفال (٦) بفتح الثاء والفاء هو: البطيئ الثقيل الذي لا ينبعث إلا كرهًا، ورواه بعضهم بكسر الثاء وهو خطأ.

[فصل الاختلاف والوهم]

وفيه ذكر ثفنة الراحلة: بفتح الثاء وكسر الفاء وتخفيف النون، وهو ما ولي الأرض من كل ذي أربع إذا برك. قيل: والمراد هنا فخذها، كذا جاء هذا الحرف في رواية الهوزني في حديث عائشة في الحج في قولها: فتضرب رجلي ثفنة الراحلة (٧)، ولأكثر الرواة نعلة الراحلة، إلا أني وجدته في بعض الأصول من طريق ابن ماهان: ثقلة بفتح القاف والثاء المثلثة. ووجدت شيخنا القاضي أبا عبد الله


(١) أخرجه مسلم في اللباس حديث ٧٨، ٧٩.
(٢) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٢٦، والاعتصام باب ٢.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في العلم باب ٢٠.
(٤) أخرجه مسلم في الحج حديث ١٤٧.
(٥) أخرجه مالك في الطهارة حديث ١٠٥.
(٦) أخرجه البخاري في الوكالة باب ٨.
(٧) انظر ابن ماجه في المناسك باب ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>