الحافظ بصحتها، وروايتهما عن سماك، ومثله في أول الجنائز، وذكر مسلم الحديث عن بشر، عن عمارة بن غزية يرفعه: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ ثم قال: ونا قتيبة، أنا الدراوردي، ونا أبو بكر بن أبي شيبة، نا خالد بن مخلد، نا سليمان بن بلال جميعًا بهذا الإسناد، يريد عن عمارة بن غزية بسنده المتقدم، كما قال بشر.
وقوله: في باب: اللهم أنت السلام، نا شعبة عن عاصم بن عبد الله بن الحارث، وخالد بن عبد الله بن الحارث، خالد مخفوض معطوف على عاصم، وفي شدة عيش النبي ﷺ: نا عمرو الناقد، نا عبدة، نا عبيدة بن سليمان، ويحيى بن يمان قالا: أنا هشام، كذا عند العذري، وقائل: ويحيى بن يمان هو عمرو الناقد لا عبدة، ووقع عند ابن الحذّاء: أنا يحيى بن يمان بغير واو فأشكل، إن عبدة قوله وهو خطأ، والصواب ما تقدم عبدة لم يحدث عن يحيى بن يمان، وفي رواية الباجي: ويحيى بن يمان: نا قال: نا هشام وهو بيان لوجه الصواب المتقدم، وفي نص أصول بعض شيوخنا: عن الجياني، ويحيى بن يمان، عن هشام بن عروة، وهو مثل هذا، وفي حديث حذيفة في الزكاة بشر الكانزين.
قوله: ما أحب أن لي مثل أُحد ذهبًا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير، وإن هؤلاء لا يعقلون القائل، وإن هؤلاء لا يعقلون أبو ذر وما قبله من كلام النبي ﷺ.
فصل في التقديم والتأخير الذي يستقيم الكلام بمعرفته في بعض ألفاظ هذه الأصول (١)
وينفهم بذلك المراد سوى ما تقدم من ذلك في الأوهام في الحروف، وفي الباب قبله، مثل قوله في حديث زهير بن حرب، في كتاب مسلم: حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ.
وقوله: في حديث صالح بن أبي صالح في الصحيحين: كلما مرت عليه أولاها ردت عليه أخراها، وشبه ذلك مما تقدم بيانه في موضعه، ومثل قوله: رأيت بقرًا والله خيرًا على رواية من رواه، بكسر الهاء، ونصب خير على المفعول، مقدم لرأيت، ومثل ما جاء في الأسانيد مما بيّنا صوابه، والوجه فيه من التقديم والتأخير، وهذا كله قد بيناه قبل وأمثاله في مظانه فلا نعيده، ومما شذ عن ذلك مما لا يدخل في تلك الفصول.
قوله: في كتاب الفضائل: ليأتين على أحدكم يوم لا يراني ثم لا يراني ثم لا يراني أحب إليه من أهله وماله معهم، كذا لكافة شيوخنا في صحيح مسلم، ولبعضهم معه على الإفراد، وعند الطبري: يوم ثم لا يراني قيل. وتقدير هذا الكلام وتوجيهه على التقديم والتأخير: ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم، ثم لا يراني، وقد نبه على نحو هذا المعنى إبراهيم بن سفيان، رواية كتاب مسلم عنه، فقال: هو عندي مقدم ومؤخر، وضرب على لأن وعلى ما قررناه جاء مفسرًا في رواية سعيد بن منصور، لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله، ثم لا يراني. وفي حديث الخضر: فسارا بقية ليلتهما ويومهما حتى أصبح، كذا جاء في الصحيحين في غير حديث، وفيه بتقديم وتأخير بين وصوابه بقية يومهما وليلتهما، حتى أصبح
(١) ملاحظة: إن الكثير من الأحاديث تقدمت مع تخريجها في تضاعيف الكتاب، فانظرها في حروفها وفصولها.