للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: يبعثن بالدرجة فيها الكرسف (١): بكسر الدال وفتح الراء والجيم جمع درج: بضم الدال وسكون الراء مثل: خرجة وخرج وهي هنة، كالسفط الصغير وشبهه، تضع فيه المرأة طيبها وحليها وخف متاعها، كذا رواية الجماعة وتفسيرهم. وفي رواية أبي عمر: الدرجة: بضم الدال وسكون الراء. وقال: كأنه تأنيث درج. قال القاضي : ويحتمل أن يريد بها خرقة تجمع فيها هذا الكرسف وهو القطن الذي احتشت به. وقال أبو عبيد: الدرجة الخرقة التي تلف وتدخل في حياء الناقة إذا عطفت على ولد غيرها، وإذا كان هذا مع هذه الرواية، فهي أشبه في الاستعمال من الدرج المستعمل لغيره شبهوا الخرق التي تستعمل في هذا ويلف فيها الكرسف بتلك، والله أعلم. وفي رواية أبي الوليد بن ميقل: الدرجة: بفتح الجميع وهو بعيد من الصواب.

قوله: في حديث الدجال: فلما أدركن ذلك أحدكم، كذا عند جماعة شيوخنا، وعند القاضي التميمي: أدركه وهو وجه الكلام، فإن هذه النون لا تدخل على الفعل الماضي.

قوله: في حديث الشمس: فأخذ ذرعًا حتى أدرك، بردائه كذا لابن الحذّاء بذال معجمة مفتوحة وعند غيره درعًا: بدال مهملة مكسورة وهو الصواب، وكذلك قوله في الحديث الثاني: فأخطأ بدرع رواه بعضهم فخطا بذرع: بذال معجمة، وقد بيناه في حرف الخاء.

قوله: في حديث الشفاعة في كتاب مسلم، إلا أن شعبة جعل مكان الذرة ذرة، كذا هو الصواب الرواية الأولى: بشد الذال والراء المفتوحتين واحد الذر، والثانية: بضم الذال المعجمة أيضًا وتخفيف الراء: الحَب الذي يؤكل، وإنما صحَّف فيه شعبة لما رأى قبله في الحديث ما يزن برة وما يزن شعيرة، فظن ما جاء بعده ما يزن ذرة أنه ذرة، لمقاربتها من البر والشعير في الجنس والصحيح قول غيره ذرة، وكما ذكرناه عن شعبة هنا رواية الكافة عن مسلم، وكذا كان عند الصدفي والسمرقندي، وكذا ذكره الدارقطني عنه في التصحيف، وكان عند السجزي والأسدي عن العذري درة بدال مهملة مضمومة وراء مشددة واحدة الدر، وهذا تصحيف التصحيف.

وقوله: فأبصر درجات المدينة (٢)، ذكرناه في الجيم.

وقوله: وإذا أدرت بالناس فتنة، كذا ليحيى عند أكثر شيوخنا، ورواه القاضي الباجي وبعضهم عنه: أردت بتقديم الراء وهي رواية ابن بكير. وفي حديث سلمة: حتى ما أدري ورائي من أصحاب محمد ولا غبارهم شيئًا، كذا عند أبي ذر وعند سائر الرواة: ما أرى وهو الصحيح.

وقوله: لقد أذكرني آية كذا، هو المعروف الصحيح، وعند ابن أبي صفرة: لقد أدركني وهو وهم، وفي الإيمان: هل يدخل في الإيمان والنذور الأرض والغنم والدروع؟ كذا لهم وعند الأصيلي الزروع.

[الدال مع الكاف]

[(د ك ن)]

قوله في حديث أم خالد: فبقيت تعني


(١) أخرجه البخاري في الحيض باب ١٩، ومالك في الطهارة حديث ٩٧.
(٢) أخرجه البخاري في العمرة باب ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>