للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأحاديث الأخر: أنا وهو كهاتين، وقرن السَّبابة والإبهام (١).

[(ض م ن)]

قوله: نهى عن بيع المضامين (٢) هي الأجنة في البطون. كذا قال مالك. وقال ابن حبيب: هي ما في ظهور الفحول. وقيل: بل المضامين ما يكون في بطن الأجنة مثل حبل الحبلة في الحديث الآخر، وذكر الضمان وأصله الرعاية للشيء.

وقوله: في المجاهد فهو ضامن على الله أن يدخله الجنة (٣) معناه: ذو ضمان، والضمان الكفالة كما قال في الحديث الآخر: تكفل الله لمن خرج في سبيله، وفي الحديث الآخر: تضمن الله لمن خرج في سبيله (٤) ومعناه، أوجب له ذلك وقضاه.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في تفسير ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: ٤]، الآية. قال: فضمر لي بعض أصحابه، كذا للقابسي: بالراء، وعند أبي الهيثم: فضمز (٥) لي بالزاي، وعند الأصيلي: فضمن: مشدد الميم بالنون، وكذا في رواية ابن السكن، ولبقية شيوخ الهروي، إلا أنه بتخفيف الميم وكسرها، وكل هذه غير معلومة في كلام العرب في معنى يستقيم به مفهوم هذا الحديث، وأشبه ما فيه عندي رواية أبي الهيثم: ضمز لي بالزاي لكن صوابه: ضمز لي: بتشديد الميم أي: سكتني. يقال: ضمز الرجل: سكت وما بعده وما قبله من الكلام يدل على صوابه، لأنه ذكر تعظيم أصحاب ابن أبي ليلى له، ورد هذا فتياه عليه ثم احتجاج ذلك بعد لنفسه أو ما في رواية عن ابن السكن والنسفي: فغمض لي بعض أصحابه، فإن صحت فمعناه: نبهني بذلك من تغميض عينيه على السكوت.

[الضاد مع النون]

[(ض ن ك)]

قوله: في التفسير ﴿مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [طه: ١٢٤]. الضنك الشقاء وإنما هو الضيق والشدة، وإن كان المعنى متقاربًا شيئًا، وقد جاء في حديث آخر: أنه عذاب القبر.

[(ض ن ن)]

قوله: في حديث الأنصار: إلا الضنّ برسول الله (٦): بكسر الضاد أي: البخل به والشح عن أن يرجع عنا إلى قومه.

وقوله: ولا تضنن (٧)، ويروى: ولا تضن عليَّ أي: لا تبخل: بفتح الضاد. يقال: ضن يضن بالشيء ضنًّا وضنانة، ويضن وضننت وضننت والأجود ضننت: بالكسر فأنا أضنّ: بالفتح، ويروى عني: مكان علي، وهي رواية عبيد الله، وعلي لابن وضاح وكلاهما صحيح.


(١) انظر البخاري في الطلاق باب ٢٥، ومسلم في الفتن حديث ١٣٤.
(٢) أخرجه مالك في البيوع حديث ٦٣.
(٣) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ١٠٣.
(٤) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ١٠٣، ١٠٧.
(٥) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في تفسير سورة ٦٥، باب ٢.
(٦) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨٤.
(٧) أخرجه مالك في الجمعة حديث ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>