للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومجاعة، كذا ضبطناه على الإضافة وهو الصواب، وضبطه بعضهم سنة بالرفع والأول الصواب، وإذا سافرتم في السنة وأخذتم سنة وليست السنة إلا تمطر كله بمعنى الجدب، ومنه قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ﴾ [الأعراف: ١٣٠] أي: بالقحوط وأصلها سنوة، ولذلك تجمع السنة سنوات. وقيل: سنهه والتاء فيه زائدة، لكنه كثر استعمالها، كذلك فقربنا ذكرها في هذه الترجمة، ومنه واجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِني يُوسُفَ (١) وأن لا يهلكهم بسنة عامة (٢) وعام سنة.

وقوله: نهى عن بيع السنين (٣)، وهي المعاومة، وهو بيع الثمر سنين، وهو من الغرر، ومن بيع ما ليس عندك، ومن بيع الثمر قبل وجوده وطيبه. وقد جاء مفسرًا في رواية ابن أبي شيبة نهى عن بيع الثمر سنين.

[(س ن ح)]

قوله: فكرهت أن أسنحه (٤) أي: أسير أمامه، وأقوم في وجهه فأقطع صلاته، بدليل قولها في الرواية الأخرى: وأكره أن أستقبله. وفي الأخرى: أن أجلس فأوذيه فأنسل انسلالًا، وقد اختلف أعراب أهل الحجاز وأهل نجد في السانح والبارح، والتيمن والتشاؤم بأحدهما، وقد يكون أسنحه هنا أتعرض له في صلاته. يقال: سنح لي أمر أي: عرض لي.

[(س ن خ)]

قوله: وإهالة سنخة (٥) أي: دسم متغير الرائحة. يقال: سنخ الطعام ورنخ: بكسر النون.

[(س ن د)]

قوله: فأسند في الجبل (٦)، ويسندون في الجبل، وأسندوا إليه في مشربة له كله، أي: صعدوا، والسند: ما ارتفع من الأرض.

وقوله: مستند ويروى مستند إلى صدرها، ومسند ظهره إلى البيت المعمور.

وقوله: وأسند ظهره إلى قبة، وأسند إلى راحلته، كله أي: أسند ظهره إليها، وأضاف ظهره إليها، ومنه يقال لعميد القوم والذابّ عنهم، والقائم بأمرهم: سندهم أي: الذي يضافون إليه، ويعتمدون عليه في مهماتهم، ويسند الحديث رجاله الذين رووه، وإسناده أيضًا أصله ورفعه، وجبة السندس هو رقيق الديباج.

قوله: كيل السندرة (٧): بفتح السين هو مكيال واسع، وقد فسرناه في الكاف. وقيل: السندرة العجلة والجد. وقيل: السندرة شجر يعمل منه النبل، فلعل هذا الكيل سمي به لأنه


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب ١٢٨، والاستسقاء باب ٢، والجهاد باب ٩٨، وأحاديث الأنبياء باب ١٩، وتفسير سورة ٣، باب ٩، وسورة ٤، باب ٢١، ومسلم في المساجد حديث ٢٩٤، ٢٩٥.
(٢) أخرجه مسلم في الفتن حديث ١٩ - ٢١.
(٣) أخرجه مسلم في البيوع حديث ٨٥، ٩٩.
(٤) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٩٩، ومسلم في الصلاة حديث ٢٧١.
(٥) أخرجه البخاري في البيوع باب ١٤، والرهن باب ١، والمغازي باب ٢٩.
(٦) أخرجه مالك في الجهاد حديث ١٢.
(٧) هو من الرجز: أوفيهم بالصاع كيل السندرة
والرجز لعلي بن أبي طالب في ديوانه ص ٧٨، والحديث أخرجه مسلم في الجهاد حديث ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>