للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصيلي، وهو موافق للترجمة ولجميعهم: انكسفت الشمس (١). قال القاضي : وقد تكون رواية الجماعة أصح إذ هو المعروف في الحديث، ويوافق الترجمة لأن في باقي الحديث وإن لم يذكره من هذا السند فقال: إن الشمس والقمر الحديث، وقد كرر الحديث بكماله هكذا بعد هذا الأول المختصر في أكثر النسخ، فدل أن تلك الزيادة مرادة وهو مطابق للترجمة، لكن فصلت في رواية الأصيلي بين الحديثين ترجمة باب صب المرأة الماء على رأسها في الكسوف، وليس في الحديث الذي أدخله ما يدل عليه، وجاءت الترجمة في رواية غيره بعد الحديثين فارغة، دون حديث، وإنما يصلح أن يدخل تحتها حديث أسماء. وقول البخاري في تفسير القمطرير الشديد، ويوم قماطر، كذا لهم بالضم، وعند أبي ذر: قماطر: بالفتح وبالضم حكاه أهل اللغة وقاموس البحر ذكرناه، والخلاف فيه في حرف التاء.

[القاف مع النون]

[(ق ن أ)]

قوله: في خضاب اللحية حتى قنأ لونها (٢) أي: اشتدت حمرتها. يقال: احمر قانيء للشديد الحمرة.

[(ق ن ت)]

قوله: قنت شهرًا (٣)، ويقنت والقنوت، وأفضل الصلاة طول القنوت (٤). هي كلمة تتصرف تقع على الدعاء والقيام والخشوع، والصلاة والخضوع والسكوت، وإقامة الطاعة. فقوله: قنت شهرًا يدعو من الدعاء، ومثله: القنوت في الصلاة.

وقوله: طول القنوت أي: القيام أو الصلاة.

[(ق ن ح)]

قوله: اشرب فاتقنح (٥) هو بمعنى الأول، وكذا رواية مسلم، والبخاري فيه بالنون إلا ما زاده البخاري في قول بعضهم فيه بالميم، والميم والنون تتواردان كثيرًا، كقولهم: امتقع لونه وانتقع، وهو تكاره الشرب وتقطيعه لريها، وأخذ حاجتها منه. ولذلك قيل فيه: هو الذي بعد الري والشرب فوق الري، وقيل: الشرب على مهل.

[(ق ن ط)]

قوله: ما قنط من جنته أحد (٦) أي: يئس والقنوط: اليأس من الخير. يقال منه: قنط يقنط وقنط يقنط ويقنط جميعًا. وقد قيل: قنط يقنط: بالفتح فيهما، وذكر القنطار واختلف في قدره وتفسيره، وأصله عند العرب الجملة الكثيرة من المال قيل: ولهذا سميت القنطرة


(١) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في الكسوف باب ١، ١٣، وبدء الخلق باب ٤، ومسلم في الكسوف حديث ٦، ٩، ٢٢، ٢٨.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٥.
(٣) انظر البخاري في الوتر باب ٧، والاعتصام باب ١٦، ومسلم في المساجد حديث ٢٩٩، ٣٠٠.
(٤) أخرجه مسلم في المسافرين حديث ١٦٤، ١٦٥.
(٥) انظر البخاري في النكاح باب ٨٢، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٩٢، وقد تقدم الحديث بلفظ: "فأتقمّح".
(٦) أخرجه مسلم في التوبة حديث ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>