للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إياه كأنه قال: ذلك آخر ما عليهم. يقال: لقيته أَخَريًا وبأَخَرة بفتحهما. ولقيته بأَخِرة بالفتح والكسر معًا في الهمزة والخاء مفتوحة، والضم أوجه. وأما الفتح فمعناه الطرف. ومعنى ما عليهم أي من دخوله.

وذكر في الحديث: آخرة الرحل، ممدود، عودٌ في مؤخره، وهو ضد قادمته، وفي بعض الأحاديث: مؤْخِرة، بهمزة ساكنة وكسر الخاء وذكر أبو عبيد أَخِرة ومؤخِرة بكسر الخاء كما تقدم، وضبطه الأصيلي بخطه مرة في البخاري بفتح الميم وسكون الواو وكسر الخاء، ورواه بعضهم مُؤَخَّرة بضم الميم وفتح الهمزة وتشديد الخاء مفتوحة، وأنكر ابن قتيبة مؤخرة وقال ثابت: مؤخرة الرحل ومقدمته ويجوز قادمته وأخرته. وقال ابن مكي: لا يقال مقدِّم ولا مؤخِّر بالكسر إلا في العين خاصة، وغيره بالفتح.

وقوله: في روح المؤمن والكافر: انطلقوا بهما إلى آخر الأَجَل. يعني والله أعلم منتهى مستقر أرواح المؤمنين عند سدرة المنتهى، وأرواح الكافرين في سجين على ما جاء في الأخبار الأُخَر ومفهوم كتاب الله.

وقوله: أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر (١). قيل: معناه المنزل للأشياء منازلها يقدم ما شاء من مخلوقاته، ويؤخر ويقدم من شاء من عباده بتوفيقه ويؤخر من شاء بخذلانه.

[(أ خ و)]

وقوله: شيبتني هود وأخواتها، جاء مفسرًا في حديث آخر: هود والواقعة والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كُوِّرَت (٢). سميت أخوات لها قيل: لشبههن لها بما فيها من الإنذار، وقيل: لأنهن مكّيات، فهي كالميلاد للإخوة وقيل: الذي شيّبه منها ما فيها من ذلك، وقيل: قوله في هود: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ [هود: ١١٢] والأول أظهر.

قوله: يتأخّى متآخِّ رسول الله (٣): أي يتحرى ويقصد، ويقال بالواو هو الأصل.

[فصل الاختلاف والوهم]

في حديث عائشة، وأنه كان يدخل عليها من أرضعه أخواتها وبنات أختها (٤). كذا رواية ابن وضاح أو إصلاحه بتاء باثنتين فوقها في كتاب شيخنا أبي عيسى في حديث عبد الرحمن بن القاسم، وعنده اختلاف أيضًا في حديث ابن شهاب، وعند غيره من شيوخنا: أخيها. باثنتين من أسفل بغير خلاف وهو صواب الكلام، وإن كان معنى الروايتين في الفقه واحد، أو مما لا يختلف فيه العلماء، وإنما اختلفوا في لبن الفحل إذا أرضعت زوجته أو أمته لابنته. كما قال في الحديث الآخر: فكان يدخل عليها من أرضعه أخواتها وبنات أخيها ولا يدخل عليها من أرضعه نساء أخوتها.

قوله: يوشك أن يصلي أحدكم الصبح أربعًا


(١) أخرجه البخاري في التهجد باب ١، والدعوات باب ٩، ٦٠، ومسلم في المسافرين حديث ٢٠١، والذكر حديث ٧٠.
(٢) أخرجه الترمذي في تفسير سورة ٥٦، باب ٦.
(٣) رواه في النهاية ١/ ٣٠.
(٤) أخرجه مالك في الرضاع حديث ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>