للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاصرة ألا يتوهم أن المراد بيده ويمينه، ما عقلوه في المخلوقين من الجوارح، وأن منها يمينًا وشمالًا، بل نبه أن اليد واليمين من صفاته التي لا تتخيل، ولا تشتبه وليس بجوارح.

وقوله: فيؤخذ بهم ذات اليمين، وفي الأخرى ذات الشمال (١)، وأدخلهم من الباب اليمين، ومن أبواب الجنة، مثل قوله تعالى ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٢٧]، ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ﴾ [الواقعة: ٤١] ﴿أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [الواقعة: ٨] ﴿أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾ [الواقعة: ٩] قيل: في معاني هذا كله أنها المنازل الرفيعة كأنها من اليمن، وخلافها المنازل الخسيسة، كأنها من الشؤم، والعرب تسمي الشمال الشؤمى وهما بمعنى، وقيل: أهل اليمن هنا، والميمنة أهل التقدم، وبضده الآخر: أهل التأخر، قال أبو عبيد: يقال هو مجتبى باليمين أي: بالمنزلة الحسنة. وقيل: هي طرق اليمين، إلى الجنة، والشمال إلى النار. وقيل: أصحاب اليمين والميمنة، والشمال والمشئمة الذي أخذوا كتبهم بأيمانهم أو شمائلهم. وقيل: اليمين هنا: الجنة لأنها عن يمين الناس، والشمال بضدها. وقيل: أهل اليمين والميمنة الذين خلقهم الله في الجانب الأيمن من آدم، وهو الطيب من ذريته، والآخرون الذين خلقهم الله في الجانب الشمال، والله تعالى أعلم.

[الياء مع النون]

[(ي ن ع)]

قوله: ومنا من أينعت له ثمرته (٢) أي: أدركت وطابت، والينع: بضم الياء إدراك الثمار.

[الياء مع العين]

[(ي ع ر)]

قوله: وشاة تيعر (٣)، اليعار: صوت المعز، وفي الحديث الآخر: شاة لها ثغاء ويعار (٤) مثله، وقد ذكرناه في حرف الثاء، والخلاف والوهم فيه.

[(ي ع س)]

قوله: كيعاسيب النحل (٥) أي: جماعتها، وأصل اليعسوب: أمير النحل، ويسمى كل سيد يعسوبًا، وإذا صار أمير النحل اتبعته جماعاتها.

[الياء مع الفاء]

[(ي ف ع)]

قوله: غلام يفاع (٦)، ويدخل عليك الغلام الأيفع (٧)، ونحن غلمه أي: أيفاع الواحد: يفعة


(١) انظر البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٤٨.
(٢) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٢٨، ومناقب الأنصار باب ٤٥، والمغازي باب ١٧، ٢٦، والرقاق باب ١٦، ومسلم في الجنائز حديث ٤٤.
(٣) أخرجه البخاري في الهبة باب ١٧، والأحكام باب ٢٤، ٤١، والحيل باب ١٥، ومسلم في الإمارة حديث ٢٦، ٢٨.
(٤) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٣.
(٥) أخرجه مسلم في الفتن حديث ١١٠.
(٦) أخرجه مالك في الوصية حديث ٢.
(٧) أخرجه مسلم في الرضاع حديث ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>