للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسرنا الفتك، لكنه هنا وهم وتصحيف، والله أعلم. وصوابه رواية البخاري: تفلت عليّ (١) أي: توثب وتسرع لإرادة ضري.

وقوله: الحرب أول ما تكون فتية (٢): تصغير فتاة، وضبطه الأصيلي فتية: بفتح الفاء وهما بمعنى والأول أشهر في الرواية وأصوب. لا سيما مع قوله في البيت الثاني: ولت عجوزًا.

قوله: في كتاب الجنائز، في حديث رؤياه في خبر الزناة: فإذا فترت ارتفعوا، كذا للقابسي وابن السكن وعبدوس، وعند أبي ذر والأصيلي: اقترب (٣)، وعند النسفي: وإذا وقدت ارتفعوا وهو الصحيح، بدليل قوله بعد: فإذا خمدت رجعوا فيها. وفي باب وجوب النفير: لا هجرة بعد الفتح (٤)، كذا لهم، وعند الجرجاني: بعد اليوم، وكلاهما صحيح لأن في الحديث أنه قالها يوم الفتح. وفي آخر كتاب الرقاق: أو نفتن عن ديننا (٥)، كذا لكافتهم، وفي كتاب عبدوس: نفتر بالراء والأول أحسن وأولى وأشبه بالحديث.

وقوله: ما فتحنا منه من خصم إلا انفجر علينا منه خصم، كذا في كتاب مسلم، وهو تغيير وتصحيف، وصوابه: ما سددنا، وكذا جاء في كتاب البخاري: ما نسد منه من خصم (٦) أي جهة، وأصل الخصم: فم القربة شبه تشعب الفتنة بذلك.

[الفاء مع الجيم]

[(ف ج أ)]

قوله: موت الفُجاءة (٧): بضم الفاء ممدودًا، هو موت البغتة دون مرض ولا سبب، وكذلك قوله: نظرة الفجاءة (٨): هو النظر بغتة على غير تعمد. يقال: فجأني الأمر، وفجيئني: بالفتح والكسر إذا أتى بغتة، وكذلك فلان لقيني ولم أشعر والجيش كذلك، ومنه في الحديث: فلم يفجأهم إلا رسول الله (٩) وففجأهم منه، وفي التعوذ: وفجاءة نقمتك (١٠) أي: حلولها بغتة. وفي كتاب بعض شيوخنا: فجئه نقمتك: بفتح الفاء وسكون الجيم.

[(ف ج ج)]

قوله: ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك (١١). الفج: الطريق الواسع.


(١) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في الصلاة باب ٧٥، وأحاديث الأنبياء باب ٤٠، وتفسير سورة ٣٨، باب ٢.
(٢) البيت بتمامه:
الحرب أول ما تكون فتيّةً … تسعى ببزتها لكلِّ جهولِ
والبيت من الكامل، وهو لعمرو بن معد يكرب في ديوانه ص ١٥٤.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في الجنائز باب ٩٣.
(٤) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٩٤.
(٥) أخرجه البخاري في الفتن باب ١، والرقاق باب ٥٣، ومسلم في الفضائل حديث ٢٧.
(٦) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في المغازي باب ٣٥، ومسلم في الجهاد حديث ٩٦.
(٧) انظر البخاري في الجنائز باب ٩٥.
(٨) انظر أبا داود في النكاح باب ٤٣، والترمذي في الأدب باب ٢٨.
(٩) أخرجه البخاري في المغازي باب ٨٣، والأذان باب ٩٤.
(١٠) أخرجه أبو داود في الوتر باب ٣٢.
(١١) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب ٦، والأدب باب ٦٨، وبدء الخلق باب ١١، =

<<  <  ج: ص:  >  >>