للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد فعله.

قوله: في إناء هو الفرق (١) في الغسل من الجنابة، رويناه بإسكان الراء وفتحها، عن شيوخنا فيها، والفتح للأكثر. قال الباجي: وهو الصواب، وكذا قيدناه عن أهل اللغة. قال: ولا يقال فيه فرق بالإسكان، ولكن فرق: بالفتح، وكذا حكى النحاس، وحكى ابن دريد: أنه قد قيل بالإسكان ومثله في الحديث الآخر، فرق أرز (٢) وهو نحو ثلاثة آصع، وقيل: يسع خمسة عشر رطلاً وهو إناء معروف عندهم، وفي كتاب الحج في الفدية تصدق بفرق بين ستة مساكين (٣)، وفي الحديث الآخر: أطعم ثلاثة آصع وهذا نحو ما تقدم، لكن في كل صاع أربعة أمداد، والمد على مذهب الحجاز بين رطل وثلث، فيأتي الفرق على هذا ستة عشر رطلاً وتقدم الخلاف والكلام على قوله في حديث الخوارج، يخرجون على خير فرقة في حرف الخاء.

وقوله: في الموطأ في البيعة ولا تأتي ببهتان يفترينه (٤) كذا عند يحيى بن يحيى بنونين، وإثبات العلامتين للجمع وهو غلط، ولا تجتمع العلامتان بوجه، والصواب ما لجماعة الرواة تفتريه.

وقوله: في باب زكاة العروض: فلم يستثن صدقة الفرض من غيرها (٥)، كذا لجمهور الرواة بمعنى العين، وعند بعضهم: العرض: بالراء وبالعين وبعده أيضاً فلم يخص الذهب والفضة من العروض بالعين لكافتهم، وعند عبدوس من الفروض: بالفاء، وضبب عليه.

[الفاء مع الزاي]

[(ف ز ر)]

قوله: في حديث سعد: ففزر أنفه فكان مفزوراً (٦) معناه: شقه. يقال: فزرت الثوب: مخفف الزاي.

[(ف ز ع)]

قوله: ففزع النبي من نومه (٧) أي: هب، وكذلك في حديث الوادي: ففزعوا (٨) أي: هبوا وقاموا من نومهم، ومنه: فافزعوا إلى الصلاة (٩) أي: بادروا إليها. وقيل: اقصدوا إليها ويكون أيضاً بمعنى استغيثوا من فزعكم بالله فيها، وقيل: فزعوا ذعر وأخوف عدوهم أن يعلم بغفلتهم. وقيل: فزعوا خوف المؤاخذة بتراخيهم في الصلاة ونومهم عنها، ويكون فزع النبي أيضاً على هذه الوجوه، ولإغاثة الناس من فزعهم فزع استغاث، وفزع إغاث.

وقوله: فزع أهل المدينة أي: ذعروا. وقيل: استغاثوا، وقد يكون قوله في فزع أهل الوادي


(١) أخرجه البخاري في الغسل باب ٢، ومسلم في الحيض حديث ٤٠، ٤١.
(٢) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٥٣.
(٣) أخرجه البخاري في المحصر باب ٦، ومسلم في الحج حديث ٨٢.
(٤) أخرجه مالك في البيعة حديث ٢، بلفظ: "ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا".
(٥) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٣٣.
(٦) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٤٤.
(٧) انظر مالك في الصلاة حديث ٢٥، ومسلم في الفضائل حديث ٨٤.
(٨) انظر أحمد في المسند ٥/ ٣٢٥.
(٩) أخرجه البخاري في الكسوف باب ٤، ٥، ١٣، وبدء الخلق باب ٤، ومسلم في الكسوف حديث ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>