كتاب مشارق الأنوار على صحاح الآثار - ط العلمية

الهاء مع الدال - (هـ د ن) - ج: 2 - ص: 453

شهيد، كذا ضبطناه: بكسر الدال أي: الذي مات تحت ما انهدم مثل: الحرق، ومن رواه صاحب الهدم: بالسكون فاسم الفعل.

[(هـ د ن)]

قوله: ستكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة (١)، وهدنة على دخن (٢) أي: صلح وسكون، وهدنت المرأة ولدها لينام مثل: هدأت كله بمعنى سكنت، وأراد أن ظاهرها بخلاف باطنها، وأن قلوب أهلها ليست مؤتلفة في الباطن ولا خالصة، والدخن كدورة في اللون، وقد ذكرناه في حرف الدال.

[(هـ د ف)]

قوله: إلى هدف أو حايش نخل (٣): بفتح الدال، الهدف ما علا من الأرض، وسمي قرطاس الرمي هدفًا لانتصابه وارتفاعه.

[(هـ د ي)]

قوله: أشبه هديًا منه بالنبي ﷺ (٤) أي: إن أحسن الهدْي هدْي محمد ﷺ، الهدية: بفتح الهاء وسكون الدال، الطريقة والمذهب والسمت، ورواه بعضهم: الهدْي هَدْي محمد ﵊: بضم الهاء وفتح الدال، وهو ضد الضلالة، وكذلك في الحديث الآخر: يهتدون بغير هدي (٥)، وضبطه الأصيلي مرة، والقابسي مرة، بغير هدى: بضم الهاء وفتح الدال بالوجهين المتقدمين، وكذلك في الحديث الآخر: لا يهتدون بهدي كذا لابن الحذَّاء، ولسائرهم بهدي.

وقوله: في الدعاء: اهدني (٦) أي: بين لي ودلني عليه، وقيل: في قوله تعالى ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: ٦] أي: ثبتنا.

وقوله: في حديث الهجرة: هو يهديني السبيل (٧) أي: يدلني على غرضي بطريق الأرض، والمراد طريق الآخرة، وهداية الجنة. وجاء في القرآن والحديث بمعنى هذا، ومنه قوله تعالى ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾ [الليل: ١٢] ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ [فصلت: ١٧] أي: دللناهم وبينا لهم، وجاء بمعنى التوفيق والتأييد، ومنه قوله تعالى ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: ٥٦] ومنه في الحديث: إن الله هو الهادي والفاتن (٨).

وقوله: يهادي بين اثنين (٩) أي: يمشي بينهما متكئًا عليهما والتهدي: المشي الثقيل مع التمايل يمينًا وشمالًا، وقد رواه بعضهم: يتهادى.

وقوله: كالذي يهدي هديًا (١٠) والهدي

---

(١) أخرجه البخاري في الصلح باب ٧، والجزية باب ١٥.
(٢) أخرجه أبو داود في الفتن باب ١.
(٣) أخرجه مسلم في الحيض حديث ٧٩.
(٤) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي ﷺ باب ٢٧، والأدب باب ٧٠.
(٥) أخرجه البخاري في المناقب باب ٢٥، والفتن باب ١١، ومسلم في الإمارة حديث ٥١.
(٦) انظر مسلم في الذكر حديث ٣٣ - ٣٥، ٧٨.
(٧) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٥.
(٨) أخرجه مالك في القدر حديث ٥.
(٩) أخرجه البخاري في الأذان باب ٣٩، ٦٧، ٦٨، وأحاديث الأنبياء باب ٤٨، ومسلم في الصلاة حديث ٩٥، والمساجد حديث ٢٥٧، والنذر حديث ٩.
(١٠) انظر البخاري في الحج باب ١٠٩، ومسلم في الحج حديث ٣٦٩.