للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: الله يشفيك اللهمَّ اشفِ أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك (١) ممدود منه، أي: اكشف المرض، وأرح منه. يقال: شفى الله المريض، وأشفيته: طلبت له شفاء.

وقوله: عن حسان حين هجا المشركين، فشفى واستشفى (٢) أي: شفى قلوب المؤمنين بما أتى به من هجوهم، واشتفى هو مما في نفسه من ذلك.

وقوله: أشفيت منه على الموت (٣)، يريد: أشرفت وقربت. قال القتبي: ولا يقال أشفى إلا في الشر.

وقوله: إذا أشفى ورع، وقع هذا الحديث عن عمر في موطأ ابن بكير، وليس عند يحيى، ومعناه إذا أشرف على ما يأخذه كف أو على معصية ورع أي: تورع عنها وكف.

وقوله: بأشفى تقدم في الهمزة.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في باب الحلواء والعسل: وكان يخرج إلينا العكة ما فيها شيء فنشتفها (٤)، كذا لهم، أي: نتقصى ما فيها من بقية كما قال: فنلعق ما فيها، وقد فسرنا هذا المعنى، ورواه المروزي والبلخي: بالسين ولا وجه له هنا، وعند ابن السكن والنسفي: فيشتقها بالقاف والياء، وهو أوجه الروايات مع قوله: فنلعق ما فيها.

[الشين مع القاف]

[(ش ق ح)]

قوله: في النهي عن بيع الثمار حتى تشقح (٥): بضم التاء وفتح الشين وآخره جاء مهملة، فسرها في الحديث حتى تحمار، وتصفارّ. يقال: شقحت النخلة مشددًا، وأشقحت إذا تغير بسرها الأخضر إلى الأصفر. وقيل: إلى الاحمرار، وضبطه أبو ذر: بفتح القاف، فإذا كان هذا فيجب أن تكون مشددة والتاء مفتوحة تفعل منه، وقد جاء في حديث آخر: بالهاء مكان الحاء، وهو صحيح بمعناه، مفسر في الحديث أيضًا.

[(ش ق ص)]

قوله: من أعتق شقصًا له من عبد (٦)، كذا رواية ابن ماهان في حديث ابن معاذ، ولغيره: شقيصًا (٧) في كتاب مسلم، ورواية الكافة في البخاري، في كتاب الشركة، في حديث أبي النعمان، وللجرجاني هنا شركا، ورواية جماعتهم في البخاري في حديث بشر بن محمد، في كتاب الشركة وفي كتاب العتق لجمهورهم: شقيصًا وكذلك لرواة مسلم في غير حديث ابن معاذ، وكلاهما صحيح، والشقص: بالكسر والشقيص النصيب، مثل النصف والنصيف، وفي الجمهرة: الشقيص


(١) أخرجه البخاري في المرضى باب ٢٠، والطب باب ٣٨، ٤٠.
(٢) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٥٧، بلفظ: "هجاهم حسان فشفى واشتفى".
(٣) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٩، والفرائض باب ٦، والمغازي باب ٧٧، ومسلم في الوصية حديث ٥.
(٤) أخرجه البخاري في الأطعمة باب ٣٢، وفضائل أصحاب النبي باب ١٠.
(٥) أخرجه البخاري في البيوع باب ٨٥، ومسلم في البيوع حديث ٨٤.
(٦) أخرجه البخاري في الشركة باب ٥، ١٤، ومسلم في العتق حديث ٣، والإيمان حديث ٥٣، ٥٤.
(٧) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في العتق باب ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>