كتاب مشارق الأنوار على صحاح الآثار - ط العلمية

الهاء مع الجيم - (هـ ج م) - ج: 2 - ص: 450

الحديث في الجمعة، وغيرها من الأيام لصلاة الظهر، وقد سماها في الحديث: الهجير لصلاتها فيه، وبدليل قوله: شكونا إليه حر الرمضاء، فلم يشكنا فرغبهم في فضل التهجير.

وقوله: هجرت إلى رسول الله ﷺ (١): مشددًا أي: جئته في الهاجرة.

قوله: مهاجره إلى المدينة (٢): بضم الميم وفتح الجيم أي: وقت هجرته.

وقوله: لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ (٣)، وحديث الهجرة وامض لأَصْحَابي هِجْرَتُهُمْ (٤)، والمهاجرون، ولولا الهجرة كله من هجرة النبي ﷺ إلى المدينة، وأصحابه من مكة وأصله من هجر الوطن وتركه.

وقوله: هاجر إبراهيم (٥) أي: خرج عن وطنه إلى غيره.

وقولها: ما كنت أهجر إلا اسمك (٦). وفي رواية: أهاجر (٧)، كذا في كتاب الأدب إلا لابن السكن، فعنده: أهجركما في سائر الأحاديث. وكلاهما بمعنى أي: أترك ذكره لا على معنى البغض والعداوة، إذ لو كان لكان كفرًا، ولكن على معنى موجب الغيرة التي جُبل عليها النساء، والدال الذي طبع عليه المحبوبات منهن.

وقوله: لا يَحِلّ لِمُسْلِم أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ (٨)، ولا تهاجروا (٩) من الهجران، وهو إظهار العداوة، وقطع الكلام والسلام عنه، كذا لأكثرهم: بفتح التاء، وكذا لابن ماهان في كتاب مسلم، في حديث الداروردي، وكان عند أكثر الرواة فيه تهتجروا من المهاجرة أيضًا ومن الهجر، وكذا في رواية قتيبة عنده: إلا المهتجرين، كذا لكافتهم، وعند ابن ماهان: المتهجرين، وكذا رواه الترمذي، وفسره المتصارمين، وهو بمعنى ما ذكرناه، وفي غير حديث قتيبة إلا المتهاجرين على ما تقدم.

وقوله: ليس له هجّيري (١٠): بكسر الهاء والجيم مشددة معناه: عادته ودأبه. ويقال: اهجراه أيضًا: بكسر الهمزة.

[(هـ ج م)]

قوله: وهجمت عينك (١١): بفتح الجيم

---

(١) أخرجه مسلم في العلم حديث ٢.
(٢) أخرجه مسلم في الفضائل حديث ١٢١.
(٣) أخرجه البخاري في الصيد باب ١٠، والجهاد باب ١، ٢٧، ١٩٤، ومناقب الأنصار باب ٤٥، والمغازي باب ٥٣، ومسلم في الإمارة حديث ٨٦.
(٤) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٣٧، والمغازي باب ٧٧، والدعاء باب ٤٣، ومسلم في الوصية حديث ٥، ومالك في الوصية حديث ٤.
(٥) أخرجه البخاري في البيوع باب ١٠٠، والهبة باب ٢٨، ٣٦.
(٦) أخرجه البخاري في النكاح باب ١٠٨، والأدب باب ٦٣، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٨٠.
(٧) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في الأدب باب ٦٣.
(٨) أخرجه البخاري في الأدب باب ٥٧، ٦٢، والاستئذان باب ٩، ومسلم في البر حديث ٢٣، ٢٥، ٢٦.
(٩) أخرجه مسلم في البر حديث ٢٩، بلفظ: "لا تهجّروا ولا تدابروا".
(١٠) أخرجه مسلم في الفتن حديث ٣٧.
(١١) أخرجه البخاري في التهجد باب ٢٠، والصوم باب ٥٩، وأحاديث الأنبياء باب ٣٧، ومسلم في =