للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مفتوحة: أي صنعوا مما جمعوه حيسًا، والحيس خلط الأقط بالتمر والسمن. قال بعضهم وربما جعلت فيه خميرة. وقال ابن وضاح: هو التمر ينزع نواه ويخلط بالسويق، والمعروف الأول وقد جاء ذكر الحيس في حديث آخر.

[(ح ي ش)]

وقوله: أو حائش نخل (١) هو مجتمعه ويقال له: الحش والحش أيضًا: بالفتح والضم وآخر جميعها شين معجمة.

[(ح ي ي)]

وقوله: الحيوان والحي واحد، كذا هو بكسر الحاء عند كافتهم، وعند الأصيلي وابن السكن: الحيوان والحيات واحد وهما بمعنى، لكن الحيي بالكسر مصدر حيي يحيى: بكسر الياء الأولى حيًا مثل: عيى عيًا. قيل: حيى أيضًا في الفعل بإدغامها والحيوان والحياة اسمان. وقيل: الحيى: بكسر الحاء جمع الحياة على فعول كعصاة وعصى، ثم أدغمت الياء الأولى في الأخرى، وفي الحديث ذكر الحياة، ونهر الحيوان، وماء الحياة، هو من هذا الذي يحيى به الناس عند خروجهم من النار. والتحيات لله، قيل: معناه السلام على الله وقيل: الملك لله، وقيل: الثناء لله. قال القتبي: وإنما جمعها لأن الملوك كانوا يحيون بكلمات مختلفة فأمر أن يقول: التحيات لله أي: إن جميع ما يستحق الملك من التحية أو يكني به عنه لله. وقال بعضهم: إنها من قوله تعالى ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢] ورد قوله هذا أهل العربية، وفي الحديث: الحياء من الإيمان (٢)، وإذا لم تَسْتَحِ فاصنع ما شئت (٣)، وسيأتي تفسيره في الصاد.

وقوله: الحياء من الإيمان (٤)، وكان النبي أكثر حياءً من العذراء في خدرها (٥)، ممدود يقال: استحيا الرجل واستحيى يستحي ويستحيي معًا هو، وإن كان في الغرائز والطباع فهو من خصال الإيمان، ومما يمنع ما يمنع منه الإيمان وأما من الحياة فحيي بكسر الياء الأولى، وفتح الثانية يحيى. وقيل: حيى أيضًا بإدغام الأولى في الثانية، وكذلك حييت الشمس: استحرت، ومنه الحديث في صلاة العصر والشمس حية (٦) أي: مستحرة بعد لم يذهب حرها، كما قال في الحديث الآخر نقية. وقيل: بينة النور لم يتغير ضياؤها. قالوا: والشمس توصف بالحياة إذا كان عليها نهار، فإذا دنت للغروب لم توصف به.

وقوله: أحيينا ليلتنا ويومنا (٧) بمعنى قوله في


(١) أخرجه مسلم في الحيض حديث ٩٠.
(٢) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٣، ١٦، والأدب باب ٧٧، ومسلم في الإيمان حديث ٥٧، ٥٨، ٥٩، ومالك في حسن الخلق حديث ١٠.
(٣) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٥٤، والأدب باب ٧٨، ومالك في السفر حديث ٤٦.
(٤) تقدم الحديث مع تخريجه، انظر الحاشية ما قبل السابقة.
(٥) أخرجه البخاري في الأدب باب ٧٢، ٧٧، والمناقب باب ٢٣، ومسلم في الفضائل حديث ٦٧.
(٦) أخرجه البخاري في المواقيت باب ١١، ١٣، ٢١، ٣٩، والأذان باب ١٠٤، ومسلم في المساجد حديث ١٩٢، ٢٣٥.
(٧) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب ٢، ومناقب الأنصار باب ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>