للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ستر، أنه ستر لستر. والله أعلم.

[(ق ر ن)]

قوله: خَيْرَكُمْ قَرْنِي (١) يريد أصحابي، وقيل: قرنه ما بقيت نفس رأته، واختلف في القرن في اللغة، والمراد في مقداره من المدة اختلافًا كثيرًا، حكى الحربي فيه الاختلاف من عشرة إلى عشرين إلى المائة وعشرين. وقال بعد ذكره المقالات في ذلك كله: ليس منه شيء واضح، وأرى القرن كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد. قال ابن الأعرابي: القرن: الوقت من الزمان.

وقوله: تطلع ومعها قرن الشيطان (٢)، وبين قرني الشيطان (٣)، ومنه يطلع قرن الشيطان قيل: أمته والمتبعين لرأيه من أهل الكفر والضلال. وقيل: قوته وانتشاره وتسلطه. وقيل: أراد قرني رأسه وهما جانباه، وأراد أنه حينئذ يتسلط، ومن هناك يتحرك، ويدل على صحة هذا التأويل، وكونه على ظاهره.

قوله: فإذا ارتفعت فارقها، وإذا استوت قارنها (٤).

وقوله: في علي: إن لك كنزًا في الجنة، وإنك ذو قرنيها (٥)، قيل: يعني ذو طرفي الجنة، والهاء عائدة عليها. وقيل: ملكها الأعظم أي: لك ملك جميع الجنة، كما ملك ذو القرنين جميع الأرض. وقيل: عائدة على الأمة، وهي إشارة إلى أنك فيها مثل ذي القرنين في أمته، لأنه قيل: إنه دعا قومه فضربوه على قرنيه مرة بعد أخرى فمات، فأحياه الله تعالى، وعلى ضربه ابن ملجم على قرنه، والأخرى على قرنه الآخر يوم الخندق. وقيل: ذو قرنيها: كبشها وفارسها يعني: الأمة، وقد ذكرناه في حرف الدال.

وقوله: ما لم تصفر الشمس ويسقط قرنها (٦)، الأول أي: يغيب جانبها.

وقوله: وضربته على قرن رأسه أي: جانبه الأعلى.

وقوله: فضربته بالفاس على قرنه أي جانب رأسه.

وقوله: ضحى بكبشين أقرنين (٧) أي: ليسا بأجمين، والأقرن من الكباش الذي له قرون، ومن الناس الذي التقت حاجباه واتصل شعرهما إلا أنه لا يقال في الناس إلا بالإضافة إلى الحاجبين، يقال: أقرن الحاجب، ولا يقال:


(١) انظر البخاري في الشهادات باب ٩، وفضائل أصحاب النبي باب ١، والرقاق باب ٧، والأيمان باب ١٠، ٢٧.
(٢) انظر البخاري في الخمس باب ٤، والاستسقاء باب ٢٧، والفتن باب ١٦، والطلاق باب ٢٥، والمغازي باب ٧٤، والمناقب باب ٥، وبدء الخلق باب ١١، ١٥، ومسلم في الإيمان حديث ٨١، والفتن حديث ٤٤، ٤٦ - ٥٠، ومالك في الاستئذان حديث ٢٩.
(٣) انظر البخاري في بدء الخلق باب ١١، ومسلم في المسافرين حديث ٢٩٠، ٢٩٤، والمساجد حديث ١٧٣، ومالك في القرآن حديث ٤٤، ٤٩.
(٤) أخرجه مالك في القرآن حديث ٤٤.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ١/ ١٥٩.
(٦) أخرجه مسلم في المساجد حديث ١٧١ - ١٧٤، ١٧٨، ٢٠٦، ومالك في القرآن حديث ٤٦.
(٧) أخرجه البخاري في الحج باب ١١٧، ١١٩، والأضاحي باب ٧، ١٣، ١٤، ومسلم في الأضاحي حديث ١٧، ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>