للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأجود: فأزحفت به: بضم الهمزة على ما لم يسم فاعله. يقال: زحف البعير إذا قام من الإعياء وأزحفه السفر. قال القاضي : هما لغتان زحف البعير وأزحف وأزحفه السفر، قاله غير واحد. وقال أبو عبيدة: زحفت في المشي وأزحفت، لغتان إذا مشى مشية الزاحف على إليتيه كما قال في الحديث: يزحفون على أستاههم (١) ويكون أيضًا من المشي على مهلة قليلًا قليلًا. ورواه بعضهم: فأزحفت بتاء المتكلم المرفوعة رد الفعل إلى نفسه وهو بعيد مع قوله بعده عليه، وقد سقط عليه من بعض النسخ فيصح على هذا. ورواه بعضهم: فأزحمنا بالميم وهو تصحيف.

وقوله: في حديث المسور: أقبية مزورة بالذهب (٢)، كذا لجميعهم من الأزرار في باب قسم الإمام، وعند أبي الهيثم: مزردة بالدال.

وقوله: كلوا وتَزَوَّدُوا وادَّخِرُوا (٣)، كذا رواه يحيى عن مالك، وكذا عند ابن القاسم والقعنبي، ويحيى بن يحيى التميمي، كذا رواه ابن جريج، وعند ابن وضاح: فتصدقوا مكان تزودوا، وكذا رواه روح عن مالك، وقد أدخل أهل الصحيحين الروايتين عن مالك وغيره.

وقوله: في الموطأ: في عشر أهل الذمة: أن عمر كان يأخذ من القبط من الحنطة والزيت نصف العشر، كذا للجميع وهو الصواب المعروف، وعند المهلب: الزبيب مكان الزيت، وفي السلم إلى من ليس عنده في حديث موسى بن إسماعيل في الحنطة والشعير والزيت، كذا للأصيلي، وعند القابسي: الزبيب مكان الزيت. وقد ذكر البخاري اختلاف شيوخه في الحرف والخلاف فيه اختلاف في لفظ وفقهه واحد، وكذلك ذكره في باب السلف إلى أجل معلوم، فوقع عند الجرجاني الزبيب والزيت لغيره، وفي التمليك فقالوا: ما زوَّجْنا إلا عائشة، بسكون الجيم لكافة شيوخنا في الموطأ، ولابن المرابط: زوجنا بتحريكها والأول الصواب. وفي باب: إذا قتل نفسه خطئًا أنه لجاهد مجاهد وأي قتيل تريده عليه، كذا للأصيلي ولغيره يزيد عليه وهو الصواب أي: يزيد في الأجر. وفي حديث هرقل: ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة، كذا لهم، وعند ابن السكن: الزكاة مكان الصلة.

[مشكل أسماء المواضع وتقييدها في هذا الحرف]

[(زمزم)]

بير بالمسجد الحرام مشهورة ولها أسماء كثيرة: زمزم، وبرة، والمضمونة، وتكتم، وهمزة جبريل، وشفاء سقم، وطعام طعم، والطيبة، وشراب الأبرار. قيل: سميت زمزم من كثرة الماء يقال: ماء زمزام، وزمزم للكثير. وقيل: هو اسم لها خاص. وقيل: بل من ضم هاجر لمائها حين انفجرت لها وزمها إياه. وقيل: بل من زمزمة جبريل وكلامه عليها.

[(الزوراء)]

ممدود وبعد الواو راء، هو موضع بالمدينة عند السوق قرب المسجد، وذكر الداودي: أنه مرتفع كالمنار.


(١) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٢) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٣) أخرجه البخاري في الحج باب ١٢٤، ومسلم في الأضاحي حديث ٢٩، ٣٠، ومالك في الضحايا حديث ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>