للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يهول، ويخاف منه، وأصل التهول الخوف.

[(هـ و م)]

قوله: لا هام ولا صفر (١) وكيف حياة أصداء، وهام الهام طائر بألف الموتى والقبور، وهو الصدا أيضًا، وهو مما يطير بالليل، وهو غير البوم يشبهه، وكانت العرب تزعم أن الرجل إذا قتل فلم يدرك بثأره خرج من هامته وهو أعلا رأسه طائر يصيح على قبره: أسقوني فأنا عطشان، حتى يقتل قاتله، وإشعارهم في هذا كثيرة. وقال بعضهم: تخرج من رأسه دودة فتنسلخ على طائر يفعل ذلك، فنهى النبي ، يحتمل أنه عن هذا وإليه ذهب غير واحد، وإليه نحا الحربي، وأبو عبيد. وقال مالك في تفسيره: أراه الطِّيَرَة التي يقال لها الهامة. قال القاضي : وقد يحتمل أنه أراد التطير بها، فإن العرب كانت تتطير بالطائر المسمى الهام، ومنهم من كان يتيامن به، وإلى هذا ذهب شمر بن حمدويه، وحكاه عن ابن الأعرابي، قال أبو عبيد: كانت العرب تزعم أن عظام الموتى تصير هامة تطير، يسمون الطائر الذي يخرج من هامة الميت إذا بلي الصدا.

[(هـ و ن)]

قوله: فمشى على هنية: بكسر الهاء، أصله الواو من الهون، بالفتح الرفق والدعة. يقال: إمض على هنيتك، وهو الرفق والتثبت، ومنه قوله تعالى ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: ٦٣] قيل: بسكينة ووقار. وقال شمر: الهنية: بالكسر، والهون: بالفتح الرفق والدعة. يقال: امض على هنيتك. وقال بعضهم: الهوينا تصغير الهونا: بالضم، وهو تأنيث الهون أي: الأرفق، قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بالهين واللين، مخففًا لأنه عنده من الرفق والتثبت. وقال: تذم بالهين واللين مثلًا لأنه عنده من الهون: بضم الهاء، وهو الهوان، وقد قيل أيضًا: بالضم من الرفق، قالوا: ومنه الهوينا. وقال غيره: هما سواء مثقلًا ومخففًا، والأصل فيه التثقيل.

وقوله: هوني عليك (٢) أي: حقري هذا الأمر، ولا تعظيمه.

[(هـ و ع)]

قوله: يتهوع (٣) قال في البارع: تهوع الرجل وهاع يهوع بمعنى، وهو تكلف القيء، وهاع يهاع إذا جاءه من غير تكلف. وفي الجمهرة: هاع الرجل يهوع ويهاع إذا قاء، والاسم: الهواع والهوع. وقال أبو عبيد: هاع يهاع إذا تهوع.

[(هـ و ش)]

قوله: قوله: إياكم وهيشاة الأسواق (٤): بفتح الهاء، وأصله الواو، وقد روي هوشات بالواو. وقال أبو عبيد: الهوشة: الفتنة والاختلاط، ومن القوم إذا اختلطوا، وقيدناه على أبي بحر: بسكون الياء، وقيده التميمي، عن الجياني: يفتحها.


(١) أخرجه مالك في العين حديث ١٨.
(٢) أخرجه البخاري في الشهادات باب ١٥، والمغازي باب ٣٤، وتفسير سورة ٢٤، باب ٦، ومسلم في التوبة حديث ٥٦.
(٣) أخرجه البخاري في الوضوء باب ٧٣.
(٤) أخرجه مسلم في الصلاة باب ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>