للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: ثار ابن صياد (١) أي: هب من نومه وقام. وقوله: أثاره أقامه، وكل ناهض لشيء فقد ثار له، ومنه فثار إليهما حمزة (٢)، وثاروا له (٣)، وثار المسلمون إلى السلاح (٤).

وقوله: فثار الحيان (٥) وحتى كادوا يتثاورون (٦) أي يتناهضون للقتال. ومنه أثرت الصيد إذا أنهضته، وأثرت الأسد إذا هيجته. وفي الحديث: وكرهت أن أثير على الناس شرًا (٧) أي: أحركه وأهيِّجه عليهم. وكذلك قوله: تثير النقع (٨) أي: تهيج الغبار، وترفعه من الأرض بقوائمها.

وقوله: ثائر الرأس (٩) أي منتفش الشعر منتشره قائمه. والأصل واحد.

وقوله: يتوضأ من أثوار أقط (١٠) جمع ثور، وهي القطعة من الأقط.

وقوله: حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينار (١١)، يحتمل أنه عبارة عن الثور نفسه لحاجتهم للحرث وعدم الحيوان وهلاكه للشدة التي نالتهم، وقد يكون المراد رأس الثور ليأكلوه للمسغبة التي بهم.

[(ث و ي)]

قوله: لا يحل له أن يثوي عنده حتى يخرجه (١٢) بفتح الواو وكسرها معًا أي: يقيم، وكذلك اختلف فيه ضبط شيوخنا وهما لغتان: ثوى يثوي بكسره في الماضي، وفتحه في المستقبل. وثوى يثوى بفتحها في الماضي وكسرها في المستقبل. قال بعضهم: وكسرها في الماضي هو اللغة الفصيحة، وبالفتح ذكرها صاحب الأفعال، والعين والجمهرة، وهو الأفصح.

[فصل الاختلاف والوهم]

في البخاري: لا بأس أن يعطي الثوب بالثلث والربع، كذا عند الأصيلي وأبي ذر، وبعض الرواة، وعند ابن السكن والنسفي والقابسي الثور بالراء، وهو أشبه ببسط الباب. وفي باب شبه الولد، وذكر أهل الجنة، ذكر زيادة كبد النون (١٣)، كذا لكافة الرواة، وعند بعض رواة مسلم: زيادة كبد الثور، وهو خطأ.


(١) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٧٩، والجهاد باب ١٧٨.
(٢) أخرجه البخاري في المساقاة باب ١٣، ومسلم في الأشربة حديث ١.
(٣) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٣٣، بلفظ: "وثاروا إليه".
(٤) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٥.
(٥) أخرجه البخاري في الشهادات باب ١٥، والمغازي باب ٣٤، ومسلم في التوبة حديث ٥٦.
(٦) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٣، باب ٥، والمرضى باب ١٥، والأدب باب ١١٥.
(٧) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ١١، بلفظ: "وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرًا".
(٨) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٥٧.
(٩) أخرجه البخاري في المغازي باب ٢٣.
(١٠) أخرجه مسلم في الحيض حديث ٩٠.
(١١) أخرجه مسلم في الفتن حديث ١١٠.
(١٢) أخرجه البخاري في الأدب باب ٨٥، ومالك في صفة النبي حديث ٢٢.
(١٣) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في أحاديث الأنبياء باب ١، ومناقب الأنصار باب ٥١، وتفسير سورة ٢، باب ٦، والرقاق باب ٤٤، ٥١، ومسلم في الحيض حديث ٣٤، والمنافقين حديث ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>