للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمسيرها في الجو، والغياية: السحابة، وقد ذكر بعضهم أنه روي في غيرها: غابة يعني: الأجمة شبه اجتماع رماحهم وكثرتها بها، وفي البقرة وآل عمران، كأنهما غيايتان أو غمامتان (١)، وهما بمعنى الغياية بالياء فيهما باثنتين تحتها، كل شيء أظل الإنسان كالسحابة والغبرة، والمراد هنا: سحابتان والله أعلم.

وقولها: غياياء أو عياياء أنكر أبو عبيدة رواية الغين المعجمة، وقد رواه بعضهم: بالغين بغير شك في غير هذه الأمهات، وله عندي وجه لا ينكر أن يكون بمعنى طباقاء الذي تنطبق عليه أموره، وكذلك هذا من الغياية، وهو ما يعطي الإنسان من غمرة وغيرها، وتظله فكأنه غطيت عليه أموره فلا يعقلها، أو يكون من الغين وهو الإنهماك في الشر، أو من الغي أيضًا وهي الخيبة. قال الله ﴿فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيًّا﴾ [مريم: ٥٩] قيل: خيبة. وقيل: غير هذا، وفي حديث السباق: ذكر الغاية بالياء، وهو أمد السباق.

وقوله: فيه من الغابة بالباء بواحدة هو موضع (تذكره).

وقوله: وكان لغيه (٢) يقال: فلان لغيه إذا كان لغير رشدة: بفتح الغين من الغي، كما يقال لزنيه: بكسر الزاي، وحكى ابن دريد أنه يقال فيه لغيه: بكسر الغين أيضًا، وكذلك لرشده: بكسر الراء وفتحها معًا. وقال أبو عبيد: لا أعرف الكسر وموضع هذا أن يكون في حرف الغين والواو.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في كتاب مسلم: أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه رجل تَسَمَّى يملك الأملاك (٣)، كذا في النسخ كلها، والروايات عنه بالياء من الغيظ فيهما. قال القاضي أبو الوليد الكناني: لعله في أحدهما أغنط بالنون والطاء بالمهملة، ولا وجه لتكرار الغيظ إذ لا تكون اللفظة الواحدة مع قرب في كلام فصيح والغنط شدة الكرب.

[فصل مشتبه أسماء المواضع والأمكنة في هذا الحرف]

[(برك الغماد)]

بضم الغين وكسرها وتخفيف الميم وآخره دال، كذا ذكره صاحب الجمهرة، ذكرناه في حرف الباء.

[(غيقة)]

بفتح الغين المعجمة بعدها ياء تحتها اثنتان ثم قاف مفتوحة، موضع بين مكة والمدينة من بلد بني غفار. وقيل: هو قليب ماء لبني ثعلبة.

[(الغميم)]

بفتح الغين ومنهم من يضمها ويصغره، ماء بين عسفان وضجنان وقيل: واد، وقد ذكرناه في حرف الكاف.

[(الغابة)]

بياء بواحدة مال من أموال عوالي المدينة، وهو المذكور في حديث السباق من الغابة إلى كذا، ومن أثل الغابة وحتى يأتي خازني من الغابة، وفي تركة الزبير منها الغابة، وكان بها ماله، كان اشتراها بسبعين ومائة ألف، وبيعت في تركته بألف ألف وستمائة ألف، وقد صحف


(١) أخرجه مسلم في المسافرين حديث ٢٥٢.
(٢) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٨٠.
(٣) تقدم الحديث مع تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>