للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم أو غد، ويزعمون أن الميت إذا مات، خرج من رأسه طائر يقال له: الهامة والصدأ.

قوله: فتصدى لي رجل (١) أي: تعرض له، وأصله: تصدد فقلبت الدال الأخيرة ياء، كما قالوا: تقضى من تقضض.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث: الصدقة أوساخ الناس (٢)، أخرجا ما تصدران، كذا عند السمرقندي: بالدال بعدها راء وصاد ساكنة، وعند غيره تصرران (٣): بفتح الصاد وراءين اثنتين مهملتين، وعند العذري: مثله لكن: بالسين، وذكره الحميدي: تصوران بالواو أولاً، ولبعضهم: فيه غير ذلك من التصحيف والتغيير، والصواب في هذا كله قول من قاله: بالصاد والراءين: تصرران، وهو الذي ذكره أصحاب الغريب، وتكلموا عليه أي: أخرجا ما جمعتها في صرركما، وأبيناه وكل شيء جمعته فقد صررته ومنه: المصرات. وقيل: معناه ما عزمتما عليه من أصررت الشيء إذا عزمت عليه واعتقدته، ومنه: الإصرار على الذنب.

وقوله: وإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله صدِّيقاً (٤)، كذا لكافتهم فيها، وهي رواية المروزي وغيره عن البخاري، وعند الجرجاني صدوقاً والأول أعرف وأصوب. وفي باب: سم النبي : هل أنتم صادقيَّ (٥): بتشديد الياء مثل: مصرخي، كذا لابن السكن، ولغيره: صادقوني. وفي باب قوله تعالى ﴿مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ﴾ [النساء: ١١]. قال الحسن: أحق ما تصدق به الرجل آخر يوم من الدنيا، كذا للأصيلي: من الصدقة، وعند أبي ذر: يصدق من الصدق على ما لم يسم فاعله وهو أشبه بالباب، وبما بعده وقبله. وفي تفسير: عبس تصدي: تغافل عنه، كذا لجميعهم، وهو وهم وقلب للمعنى، إنما تصدي ضد تغافل، ونقيضه بل معناه: تعرض له، وهو مفهوم الآية، بخلاف التي بعدها. وفي نسخة: ولم أروه تلهى تغافل عنه، وهو أشبه بالصواب، وإن تصدى: تصحَّف من تلهى، أو سقط من الأصل. تفسير تصدى إلي، تفسير تلهى، ووصل ما بين الكلامين فاختل.

وقوله: يبعث إلى أصدقاء خديجة (٦)، كذا في مسلم، وفي جامع البخاري: صدائق (٧) وهو وجه الكلام في جمع المؤنث، كما قال في الرواية الأخرى: خلائلها. وقد يخرج ما عند مسلم على مراد جمع الجنس، لا الواحد.

وقوله: في خلافة أبي بكر، وصدر من خلافة عمر، كذا ليحيى بن يحيى، وعند القعنبي، وصدراً (٨) بالنصب على الظرف وصدر


(١) أخرجه مسلم في الحج حديث ١٩٠.
(٢) أخرجه مسلم في الزكاة حديث ١٦٧، ١٦٨، ومالك في الصدقة حديث ١٣، ١٥.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في الزكاة حديث ١٦٧.
(٤) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٥) أخرجه البخاري في الطب باب ٥٥.
(٦) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٧) تقدم الحديث مع تخريجه.
(٨) انظر البخاري في الحدود باب ٤، والتراويح باب ١، والإجارة باب ٢٢، ومسلم في المسافرين حديث ١٧٤، ومالك في رمضان حديث ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>