للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا غدار مثل: يا لكع، ويا لكاع، والغادر ناقض العهد، ومنه قوله: هل يغدر (١)؟ يقال منه: غدر يغدر: بكسر الدال في المستقبل؟ فأما أغدر وغادر فبمعنى: ترك، ومنه قوله تعالى ﴿لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً﴾ [الكهف: ٤٩]. ومنه قوله في الحديث الآخر: شِفَاءٌ لَا يُغَادِرُ سَقَمًا (٢).

[(غ د ق)]

قوله: عين غديقة (٣) أي: مطر كثير، وقد تقدم تفسير العين والغيث الغدق: بفتح الدال الكثير، وصغر غديقة هنا على التكبير، وقد رواه بعضهم: غديقة ضبطنا الضبطين على الحافظ أبي الحسين اللغوي. قال ابن انباري: الغدق: المطر الكثير القطر.

[(غ د و)]

قوله: عُدْوَةٌ في سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةُ (٤) الغَدْوَةِ: فتح العين من أول النهار إلى الزوال، والروحة بعدها، وهذا الحديث يدل على فرق ما بينهما، وحجة لمالك في مذهبه في رواح الجمعة، أنه بعد الزوال، وقد ذكرناه في حرف الراء. والغدوة هنا: السير في الغداة، وقيل: الغُدوة بالضم من الصبح إلى طلوع الشمس، وقد استعمل الغدو والرواح في جميع النهار. وفي الأحاديث من هذا غدا ويغدو بمعنى: سار بالغدو.

وقوله: ففرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله (٥) ما يتغدى ممدودًا وقال ابن واضح: إنما أراد صلاة الغداة، وهذا عندهم خطأ من التفسير، إذ لا يعلم هذا في لسان العرب، وقد علم من عادة أبي هريرة.

وقوله: كنت ألزم رسول الله على شبع بطني، ما يدل على التفسير الأول.

وقوله: في السلام والغاديات والرائحات (٦)، تفسير في حرف الراء.

[فصل الاختلاف والوهم]

وقوله: اغدوا بسم الله، كذا عند أكثر شيوخنا: بالدال المهملة أي: سيروا. ورواه أبو عمر بن عبد البر: اغزو (٧) بالزاي، والأول أشهر. وفي حديث يحيى بن يحيى: لغدوة يغدوها العبد في سبيل الله، وعند الهوزني: لغزوة يغزوها: بالزاي فيهما والأول المعروف. وفي الاستخلاف في قصة عمر قول عبد الله: فسكت حتى غدوت، كذا لكافة شيوخنا، وهو الصواب، ورواه بعضهم: غزوت: بالزاي وهو خطأ. وفي حديث الثلاثة: فأصبح رسول الله غاديًا، كذا لأكثرهم، ولبعض رواهُ مسلم: غازيًا من الغزو، والوجه الأول.


(١) أخرجه البخاري في بدء الوحي باب ٦، والجهاد باب ١٠٢، وتفسير سورة ٣، باب ٤، ومسلم في الجهاد حديث ٧٤.
(٢) أخرجه البخاري في المرضى باب ٢٠، والطب باب ٣٨، ٤٠، ومسلم في السلام حديث ٤٦، ٤٧، ٤٨.
(٣) أخرجه مالك في الاستسقاء حديث ٥.
(٤) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٥، ٦، ٧٣ والرقاق باب ٢، ٥١، ومسلم في الإمارة حديث ١١٢، ١١٥.
(٥) أخرجه مالك في القرآن حديث ١٨.
(٦) أخرجه مالك في السلام حديث ٧.
(٧) أخرجه بلفظ: "اغزوا" مالك في الجهاد حديث ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>