للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الطريقة عوَّل فيما ذكرناه آخرًا، ورواه بعض الرواة من خفض حوله، وما ذهب إليه الكناني فيه تكلف وبعد في مساق فصيح الكلام، والأولى فيه أنه إنما أراد أن القراءة من بالكسر حرف خفض فبينه بقوله: خفض وتطابقه رواية من رواه خفض حوله، فعل ماض، ورواية من أسقط خفض أو من قدمه على من على ما قدمناه، إلا أن وجه الإعراب فيه أن يكون خفض على ما تقدم فعل ماض، وحوله منصوبًا به لعمله فيه، وهو مخفوض في القراءة أو مرفوع خبر لمبتدأ محذوف أي: الكلمة خفض وحوله مخفوضًا، فصل بين الجار والمجرور والله أعلم.

[الخاء مع السين]

[(خ س أ)]

قوله: فرددته خاسئًا (١) أي: ذليلًا صاغرًا. وقيل: مبعدًا.

وقوله: أخسأ فلن تعدو قدرك (٢)، كلمة زجر للعبد والصغار.

[(خ س ر)]

قوله: في طواف الركب: لقد خاب هؤلاء وخسروا (٣) أي: حرموا ونقصوا الأجر، ومنه قوله تعالى ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [المطففين: ٣] أي: ينقصونهم من ذلك.

وقوله: خبت وخسرت، يروى بضم التاء فيهما وفتحها أي: حرمت الخير. وقيل: يكون الخسران بمعنى: الهلاك، ومنه خسرت إذًا وضل سعيي (٤).

[(خ س ف)]

قوله: في حديث الخسوف: خسفت الشمس (٥): بفتح الخاء والسين، ولا يخسفان لموت أحد ولا لحياته (٦)، وكذلك ورد في كتاب الله في القمر، وروي لا يكسفان، وروي لا ينكسفان، وروي كسفًا وخسفًا، وروي انكسفت الشمس. وقاله بعضهم: خُسفت: بضم الخاء على ما لم يسم فاعله. قال ابن دريد: يقال خسف القمر وانكسفت الشمس. وقال بعضهم: لا يقال انكسف القمر إنما يقال: خسف القمر وكسفت الشمس، وكسفها الله فهي مكسوفة وكاسفة. وقال يعقوب: لا يقال: انكسفت الشمس. وقال أبو زيد: يقال كَسَفَها الله وأكسفها إكسافًا، وذهب بعض اللغويين


(١) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٧٥، والعمل في الصلاة باب ١٠، وتفسير سورة ٣٨، باب ٢، ومسلم في المساجد حديث ٣٩.
(٢) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٧٩، والجهاد باب ١٧٨، والقدر باب ١٤، والأدب باب ٩٧، ومسلم في الفتن حديث ٨٧، ٩٥.
(٣) أخرجه مالك في الحج حديث ١٣٠.
(٤) أخرجه البخاري في الأطعمة باب ٢٣.
(٥) انظر البخاري في الوضوء باب ٣٧، والأذان باب ٩١، والكسوف باب ٢، ٤ - ٧، ١٠، ١٤، ١٧، والعمل في الصلاة باب ١١، وبدء الخلق باب ٤، والنكاح باب ٨٨، واللباس باب ٢، والاعتصام باب ٢، ومسلم في الكسوف حديث ١، ٣، ٤، ٨، ١١، ٢٤، ٢٧، ومالك في الكسوف حديث ١ - ٤.
(٦) أخرجه البخاري في الكسوف باب ١، ٢، ٤، ٥، ٩، ١٣، ١٧، وبدء الخلق باب ٤، والنكاح باب ٨٨، ومسلم في الكسوف حديث ٣، ٩، ٢٨، ومالك في الكسوف حديث ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>