للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثاء ظرف مكان، ومثله في الحديث بعده فجعل المسجد الذي بنى ثم عن يسار المسجد (١) بفتحها أيضًا، وفي آخره ثم يصلي هذا حرف عطف مضموم الثاء. وفي حديث جابر في الحج فكان منزله ثم بالفتح، وكذلك في باب المساجد التي على طرف المدينة في صحيح البخاري.

قوله: فعرس ثم، وثم خليج، وثم يصلي، كله بفتح الثاء ظرف مكان.

[(ث م ن)]

وقوله: ثامنوني بحائطكم (٢) هذا أي اذكروا ثمنه وبايعوني فيه.

وقوله: نهى عن ثمن الدم (٣) أي: أجرة الحجام كما جاء في الحديث الآخر.

وقوله: تقبل بأربع وتدبر بثمان (٤) يعني: أربع عكن في بطنها إذا أقبلت وأطرافها في ظهرها ثمان أربع من كل جانب قالوا: وقال ثمان عن الأطراف، ولم يقل ثمانية لأنه لم يذكرها، فيذكرها كما قالوا: هذا الثوب سبع في ثمان يريد: سبع أذرع في ثمانية أشبار، فلما لم يذكر الأشبار أنث لتأنيث ما قبلها.

[فصل الاختلاف والوهم]

قول البخاري في تفسير الكباث: ثمر الأراك (٥) كذا للأصيلي والنسفي، ولغيرهما ورق الأراك وهو خطأ بين، وسيأتي تفسيره بأبين من هذا في حرف الكاف. وفي حديث طلاق النبي نساءه، وذكر كسرى في الثمار والأنهار (٦)، كذا لجميع شيوخنا، ورواه بعضهم على الثمار والأنهار وهو تصحيف، وقوله: كنا أهل ثمه ورمه (٧)، كذا ضبطناه بضم الثاء، والراء وتشديد الميم فيهما، ووقع أيضًا عند الجياني وغيره ثمه ورمه بفتحهما، وكان عند ابن المرابط الفتح في رمه لا غير. قال أبو عبيدة: المحدثون يروونه بالضم والوجه عندي الفتح والثم إصلاح الشيء وإحكامه. وقال أبو عمر: والثم الرم، وفي كتاب العين: ثممت الشيء أحكمته وأصلحته، والرم: الإصلاح وقيل: الثم والرم بالفتح الخير والشر. وفي الخذف: أحدثك أن النبي نهى عن الخذف ثم تخذف (٨) كذا لهم. وعند القاضي الصدفي


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب ٤٠.
(٢) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٤٨، والبيوع باب ٤١، والوصايا باب ٢٧، ٣٠، ٣٤، والمدينة باب ١، ومناقب الأنصار باب ٤٦، ومسلم في المساجد حديث ٩.
(٣) أخرجه البخاري في اللباس باب ٨٦، ٩٦.
(٤) أخرجه مالك في الوصية حديث ٥.
(٥) أخرجه البخاري في الأطعمة باب ٥٠.
(٦) أخرجه مسلم في الرضاع حديث ٩٧ (الطلاق حديث ٣٢).
(٧) أخرجه مالك في العقول حديث ١١، وقال في النهاية في غريب الحديث ١/ ٢٢٣ في حديث عروة: وذكر أحيحة بن الجلاح وقول أخواله فيه: "كنا أهل ثُمَّه ورُمَّه" قال أبو عبيد: المحدِّثون يروونه بالضم، والوجه عندي الفتح، وهو إصلاح الشيء وإحكامه، وهو والرمّ بمعنى الإصلاح. وقيل: الثَّمُّ قماش البيت، والرَّمُّ مرمَّة البيت. وقيل: هما بالضم مصدران، كالشكر أو بمعنى المفعول كالذُّخْر: أي كنا أهل تربيته والمتولين لإصلاح شأنه.
(٨) أخرجه البخاري في الذبائح باب ٥، ومسلم في الصيد حديث ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>