للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكاف والثاء، كذا رواه الناس، وفسره الجمار يريد: جمار النخل، وضبطه صاحب الجمهرة بسكون الثاء. قال: وقاله قوم بفتحها.

وقوله: وذكر نهر الجنة فقال: ذُلِكَ الكَوْثَرُ الذي أَعْطَانِيَ الله (١)، وهو هنا مفسر بالنهر المذكور. وقيل: الكوثر المذكور في القرآن الخير الكثير من القرآن والنبوة وغير ذلك، فوعل من الكثرة. وقد قال ابن عباس: الكوثر الخير الذي أعطاه الله، وقال سعيد بن جبير: والنهر الذي في الجنة هو من الخير الذي أعطاه الله، يريد أنه بعضه وأن الكوثر أعمّ منه، والكثر: بضم الكاف وسكون الثاء الكثير. والقل: القليل مضمومان، وحكى عن ثعلب كثرًا: بالفتح أيضًا، وقلًا: بالكسر أيضًا.

وقوله: من سأل تكثرًا (٢) أي: ليجمع الكثير ولغير حاجة وفاقة.

وقوله: يسألنه ويستكثرنه (٣) أي: يكثرن عليه السؤال والكلام، أو يطلبن استخراج الكثير منه، أو الكثير من حوائجهن.

وقولها: لها ضرائر إلّا كثرن عليها (٤) يعني: كثرن القول فيها والعيب لها، ومثله: وكان ممن كثر عليها (٥).

قوله: وكثرة السؤال (٦) يذكر في السين.

قوله: أكثرت عليكم في السواك (٧) أي: بالأمر به والحضّ عليه.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل (٨)، كذا رواية الكافة: بباء بواحدة بعد الثاء المثلثة وهو المعروف أي: إذا أمكنوكم وقربوا منكم، والكثب: القرب: بفتح الكاف والثاء وإكثبك الشيء قرب منك وأمكنك، وقد فسره في الحديث في كتاب أبي داود أي: غشوكم.

وفسره في البخاري وأكثروكم ولا وجه له هنا، وكذا فسره ابن المرابط أي: جاؤوكم بكثرة كالكثيب، والأول المعروف، ورواه القابسي بتقديم الباء بواحدة على الثاء وهو تصحيف، وقيده بعضهم، اكبتوكم بتقديم الباء وتاء باثنتين بعدها، وزعم أنه الصواب وهو الخطأ المحض، لا من جهة اللفظ، ولا من جهة المعنى، إنما يقال: كبته لا أكبته إذا رده بغيظه.

وقوله: في حديث الهجرة: فحلب كثبة من لبن (٩): بضم الكاف وسكون الثاء، وفي أصل الأصيلي في باب الهجرة كثفة بالفاء، وكتب عليه كتبة. وقال: هو الصحيح وهو الصحيح


(١) انظر البخاري في تفسير سورة ١٠٨، في الترجمة، والرقاق باب ٥٣، والتوحيد باب ٣٧، ومسلم في الصلاة حديث ٥٣.
(٢) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٥٢.
(٣) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب ٦، وبدء الخلق باب ١١.
(٤) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢٤، باب ٦، والمغازي باب ٣٤.
(٥) أخرجه البخاري في المغازي باب ٣٤، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ١٥٤.
(٦) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٥٣، ومسلم في الأقضية حديث ١٠، ١٣، ١٤، ومالك في الكلام حديث ٢٠.
(٧) أخرجه النسائي في الطهارة باب ٥.
(٨) أخرجه البخاري في المغازي باب ١٠، وأبو داود في الجهاد باب ١٠٧، ١٠٨.
(٩) تقدم الحديث مع تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>