للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعبادتهما، ثم حولهما قُصَيّ فجعل أحدهما بلصق الكعبة والآخر بزمزم، وقيل: بل جعلهما جميعًا موضع زمزم فكان ينحر عندهما، وكانت الجاهلية تتمسح بهما فلما افتتح النبي مكة كسرهما، وجاء في بعض أحاديث مسلم: إنهما كانا بشط البحر وكانت الجاهلية تهل لهما وهو وهم، والصحيح أن التي بشط البحر مناة وسنذكرها.

[فصل مشكل الأسماء والكنى في حرف الهمزة]

كل ما وقع في هذه الكتب من الأسماء أُبي وابن أُبي فهو بضم الهمزة وفتح الباء منهم: أُبَي بنُ كعب. وعبد الله بن أُبي ابن سلول المنافق وابنه. وأُبَي بن العباس بن سهل وليس فيها بخلاف ذلك إلا واحد في كتاب مسلم، وهو: عمير مولى آبي اللحم هذا بهمزة مفتوحة ممدودة وباء مكسورة اسم فاعل من أبي، وتسميته بذلك لأنه كان لا يأكل اللحم، وقيل: بل ما ذبح على النصب، وقيل: بل هو نسب له إلى أبي اللحم رجل من ليث من غفار، وهذا الاسم لبطن لهم مولى عمير منهم، ووردت في هذه الكتب: أبي فلان. كنية أو بمعنى والدي كثيرًا، وقع في مواضع منها إشكال، وفي بعضها اختلاف وجب بيانها.

منها في كتاب مسلم في حديث عروة في الحج: ثم حججت مع أبي الزبير. أي مع والدي الزبير. كذا لعامة الرواة الزبير بدل من أبي وليس بكنية، وكان عند العذري وأبي الهيثم: مع ابن الزبير. وهو خطأ، عروة قاله: إنه حج مع أبيه.

ومثله في فضائل القرآن حديث أم سلمة: قال: فقلت لأبي عثمان. وقائل هذا عن أبيه معتمر، وهو مذكور في سند الحديث فهو بدل لا كنية.

ومثله في حديث حذيفة بن اليمان: ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل. فحسيل مرفوع بدل من أبي وليس بكنية، فحسيل هو اسم والد حذيفة.

ومثله قوله: نا ربيعة بن كلثوم، حدثني أبي كلثوم. في كتاب القدر، وفي باب ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ [الأنعام: ١٠٩، وسورة النحل: ٣٨، رسورة النور: ٥٣، وسورة فاطر: ٤٢] عن أسامة قال: ومع النبي أسامة وسعد وأَبِي أَو أُبَيّ. الأول مفتوح والثاني مضموم على الشك فيهما. كذا للأصيلي والقابسي، وعند ابن السكن: أسامة وسعد أو أُبيّ. الشك هنا.

وفي الحديث المشهور: إن آل أَبي ليسوا لي بأولياء. بفتح الهمزة، وبعد أبي بياض في الأصول، كأنهم تركوا الاسم تقية منهم أو تورعًا، وعند ابن السكن: آل أبي فلان، مكنى عنه. وفي باب اغتسال الصائم: عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن هشام كنت أنا وأَبي حين دخلنا على عائشة. بفتح الهمزة يعني والده.

ومثله في تفسير المرسلات في حديث عمر بن حفص بن غياث في قتل الحية، قال عمر: حفظت من أَبي في غار بمنى. بفتح الهمزة أيضًا.

وفي حديث المغفر: سمعت من أبي ومن أبي السائب. الأول والده مفتوح الهمزة، والثانية كنية. وفي حديث مصعب بن زيد: صليت إلى جنب أبي، حديث التطبيق. وفيه: فقال لي أَبي: هنا بفتح الهمزة أيضًا. وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>