للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تُسَبِّحُونَ﴾ [القلم: ٢٨] قيل: تستثنون كأنه نزه واستثنى من جملة الأنداد.

وقوله: سبحة الضحى (١): بضم السين وسكون الباء وهي صلاتها ونافلتها. ومنه: وكنت أسبح وأقضي سبحتي (٢) وصلى في سبحته قاعدًا (٣). ويتحرى مكان المصحف يسبح فيه (٤): ومنه قوله: واجعلوا صلاتكم معهم سبحة (٥) أي: نافلة.

وقوله: في البخاري في صلاة العيد: وذلك حين التسبيح (٦) أي: صلاة سبحة الضحى ونافلتها، وسميت الصلاة سبحة وتسبيحًا لما فيها من تعظيم الله وتنزيهه. قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ [الصافات: ١٤٣] أي: المصلين، وذكر المسبحة (٧) هي السبابة من الأصابع، سميت بذلك لأنه يشار بها في الصلاة للوحدانية والتنزيه، وفي حديث آخر ذكرها فقال: السباحة بمعناه ﴿سَبْحًا طَوِيلًا﴾ [المزمل: ٧] قيل: تصرفًا في حوائجك. وقيل: فراغًا لنومك بالليل، والسبح أيضًا: السعي كسبح السابح في الماء. قال الله تعالى ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٣].

وقوله: وإذا ذاك السابح يسبح (٨) أي: العائم.

[(س ب خ)]

قوله: أرض سبخة (٩): بكسر الباء وسبخت الجرف (١٠)، وهل يتيمم بالسباخ السبخة: بالفتح الأرض المالحة وجمعها سباخ، وإذا وصفت بها الأرض قلت: أرض سبخة، واختلف الفقهاء في التيمم عليها فمن يشترط التراب المنبت، ويتأول أنه معنى قوله تعالى ﴿صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [النساء: ٤٣] لا يرى التيمم عليها، ومن يتأوله طاهرًا يجيزه.

[(س ب د)]

قوله: في صفة الخوارج وعلامتهم التسبيد (١١) هو الحلاق للرؤوس، كما جاء في اللفظ الآخر: آيتهم التحليق، قيل: التسبيد الحلق واستئصال الشعر، وهذا قول الأصمعي. وقيل: ترك التدهن، وغسل الرأس، وهذا قول أبي عبيد: والأول أظهر لموافقة الرواية الأخرى بالتحليق.

[(س ب ر)]

قوله: كذا وكذا ريطة سابرية هو جنس


(١) انظر البخاري في التهجد باب ٣٢، ومسلم في المسافرين حديث ٧٧، ٨١، ومالك في السفر حديث ٢٩.
(٢) أخرجه البخاري في المناقب باب ٢٣، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ١٦٠.
(٣) أخرجه مسلم في المسافرين حديث ١١٨، ومالك في الجماعة حديث ٢١.
(٤) أخرجه مسلم في الصلاة حديث ٢٦٣، ٢٦٤.
(٥) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٢٦.
(٦) أخرجه البخاري في العيدين باب ١٠.
(٧) انظر البخاري في اللباس باب ٢٥، ومسلم في الجمعة حديث ٥٣.
(٨) أخرجه البخاري في التعبير باب ٤٨.
(٩) أخرجه البخاري في الصلح باب ١، ومسلم في الجهاد حديث ١١٧.
(١٠) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ١٩١، ٤/ ٣٣٨.
(١١) أخرجه البخاري في التوحيد باب ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>