للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كله مخفّف بمعنى أَعْلَمَ وكذلك: اضطجع حتى يؤذن بالصلاة. وكذلك: فآذنه بالصلاة. وإذا كان من الأذان والصياح، قيل فيه: أذَّن أذانًا. ومنه: فأذَّن بالرحيل، وبالحج. قال الله تعالى ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ﴾ [الأعراف: ٤٤] وقد تكررت هذه الألفاظ في غير حديث، فيجب تصحيح لفظها بتحقيق معانيها. وحديث ابن عمر في الموطأ: أنه أوذن بالصلاة في ليلة ذات برد (١). كذا رواية أبي عيسى عن عبيد الله من الإعلام، ورواه غيره أذَّن من الأَذان، ورواه آخرون أذَّن بفتح الهمزة، من الأَذان أيضًا. وكذلك رواه البخاري.

وقوله: يصلي ركعتين قبل الغداة يعني الفجر كأن الأذان بأُذُنيه يريد تعجيله بهما (٢). والأذان هنا إقامة صلاة الصبح. وقد فسره في الحديث بنحو من هذا فقال: أي بسرعة.

قوله: يسترقوا من الحمة والأُذُن (٣): وجع الأُذُن.

[(أ ذ ي)]

قوله: لا يوردنَ مُمْرِضٌ على مُصِحّ فإنه أذى (٤). ظاهره أن المصح يتأذى بذلك، إما لكراهة النفوس ذلك أو من أجل العدوى وكراهة التعرض لذلك. وقيل: معناه إنه مأثم. قال أبو عبيد: معنى الأذى عندي المأثم، فيحتمل أن يعود على فاعل ذلك لما يدخل على المصح من كراهة جواره وتأذيه به، ويحتمل أن يعود على المصح المنزول عليه لأنه عرّضه لاعتقاد العدوى والتطير فيأثم بذلك.

وفي أيام الجاهلية: إذا قبلت الحدية. كذا لهم، وعند الأصيلي: إذا أقبلت وهو وهم.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: إذا خرج عمر وجلس على المنبر وأذَّن المؤذنون (٥). كذا ليحيى وجماعة غيره من أصحاب الموطأ في الحرفين، ورواه ابن القاسم والقعنبي وابن بكير ومطرف المؤذن. على الأفراد، وكذا عند ابن وضاح، والصواب الرواية الأولى فإن ابن حبيب حكى أنه كان للنبي ثلاثة مؤذّنين بالمدينة يؤذنون واحدًا بعد واحد، ويحتمل أن يريد من قال: المؤذن بالأفراد الجنس لا الواحد.

وفي باب الرَّجَز في الحرب وثَبِّت الأقدام إذا لاقينا. كذا للمروزي، وعند الجرجاني والحموي والمستملي: إن لاقينا (٦)، وهو الصواب والوزن والمعروف، وكذا جاء في غير هذا الموضع وتكرر.

وفي التفسير في آخر آل عمران حديث ابن عباس: وأَخَذ بأُذُني اليمنى يفتلها (٧). وقع في


(١) أخرجه مالك في النداء حديث ١٠.
(٢) أخرجه البخاري في الوتر باب ٢.
(٣) أخرجه البخاري في الطب باب ٢٦.
(٤) أخرجه البخاري في الطب باب ٥٣، ٥٤، ومسلم في السلام حديث ١٠٤، ١٠٥.
(٥) أخرجه مسلم في الجمعة حديث ٧.
(٦) أخرجه بلفظ "إن لاقينا" البخاري في الجهاد باب ٣٤، والأدب باب ٩٠، والقدر باب ١٦، والمغازي باب ٢٩، ٣٨، ومسلم في الجهاد حديث ١٢٣، ١٢٤، ١٣٢.
(٧) أخرجه البخاري في الوضوء باب ٣٢، والوتر باب ١، والصلاة باب ١، وتفسير سورة ٣، باب ١٨، ومسلم في المسافرين حديث ١٨٢، ١٨٥، ١٩٦، ومالك في صلاة الليل حديث ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>