للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول والإسلام في الآخر، وعند العذري: فيهما أهل الشام والإسلام فيهما، وهو أشبه.

وقوله: فضل المدينة فيقول الدجال: يقتله فلا يسلط عليه (١)، كذا لهم، وعند النسفي وبعضهم: ولا أسلط وهو وهم. وفي كتاب الأنبياء في قوله ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾ [سبا: ١١] ولا ترق المسامير فتسلسل، كذا عند الأصيلي بالراء، ومعناه تخرج من الثقب برفق ولين، أو تتحرك لرقتها حتى يلين خروجها، وعند غيره: فتسلسل بمعناه السلسال، والسلسلة من اللين، وقد قالوا في تفسير السلسبيل: هي اللينة السهلة في الحلق الذي تسلسل فيه، وأصل السلسلة الاتصال، ومنه سميت السلسلة.

وقوله: في حديث الدجال: اقتله ولا أسلط، كذا لبعض الرواة للبخاري، وعند القابسي والأصيلي: ولا يسلط وهو الصحيح المفسر في غيره من الأحاديث.

وقوله: في الموطأ في باب: الدين والحول: وإنما فرق بين أن لا يبيع إلا ما عنده، وأن يسلف الرجل في شيء ليس عنده، أصله كذا لعبيد الله: بكسر اللام، وفي بعض نسخ ابن بكير: يسلف: بفتحها. وفي رواية المهلب: يتسلف لعبيد الله، ولبعض رواة الموطأ بالراء، والصواب رواية غير عبيد الله. قال القاضي : بل هي الخطأ إلا من قال: بفتح اللام، كما قال: عند عبيد الله.

وقوله: في حديث الإفك: وكان علي مسلمًا في شأنها (٢) يعني عائشة، كذا رواه القابسي وعبدوس والأصيلي، وكذا قيد في أصولهم ولأكثر رواة الفربري: بكسر اللام من التسليم، وترك الكلام في إنكاره، وفتحها الحموي وبعضهم من السلامة من الخوض فيه، ورأيت معلقًا عن الأصيلي: أنا كذا قرأناه. قال: ولا أعرف غيره، ورواه النسفي وابن السكن مسيئًا من الإساءة في الحمل عليها، وترك التحزب لها، وكذا رواه ابن أبي خيثمة، وعليه تدل فصول الحديث في غير موضع، لكنه منزَّه أن يقول مقال أهل الإفك كما نص عليه في الحديث، ولكنه أشار بفراقها، وشدد على بريرة في أمرها.

[السين مع الميم]

[(س م ت)]

قوله: تسميت العاطس فسمتوه، وسمت عاطسًا يقال: بالسين والشين معًا، وأصله السين فيما قاله ثعلب. قال: وأصله من السمت وهو الهدى والقصد، وأكثر روايات المحدثين فيه. وقول الناس: بالشين المعجمة. قال أبو عبيد: وهي أعلا اللغتين، وأصله الدعاء بالخير. وقال بعض المتكلفين: إنما أصله الشين من شماتته بالشيطان، وقمعه بذكر الله وحمده.

وقوله: أقرب سمتًا (٣): بفتح السين، هو حسن الهيئة والمنظر في الدين والخير، لا في الجمال والملبس، والسمت أيضًا: القصد والطريق والجهة، ومنه سمت القبلة. قال الخطابي: وأصل السمت: الطريق المنقاد.

[(س م ح)]

قوله: كان أسمح لخروجه (٤) أي: أسهل،


(١) أخرجه البخاري في الفتن باب ٢٧، والمدينة باب ٩، ومسلم في الفتن حديث ١١٢.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب ٣٤.
(٣) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب ٢٧، والأدب باب ٧٠.
(٤) أخرجه البخاري في الحج باب ١٤٧، ومسلم في الحج حديث ٣٣٩، ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>