قوله: في الصرف: هاء وهاء (١)، كذا قيدناه عن متقني شيوخنا، وكذا يقوله أكثر أهل العربية، وأكثر شيوخ أهل الحديث، يروونه ها وها مقصورين غير مهموزين، وكثير من أهل العربية ينكرونه، ويأبون إلا المد، وقد حكى بعضهم القصر وأجازه، واختلف في معنى الكلمة فقيل: معناها هاك فابتدلت الكاف همزة وألقيت حركتها عليها عند من مدّ، أو ها عند من قصر أي: خذ كأن كل واحد منهما يقول ذلك لصاحبه أي: خذ. وقيل: معناه هاك وهات، أي: خذ وأعط. قال صاحب العين: هي كلمة تستعمل عند المناولة، ويقال للمؤنث على هذا: هاء: بالكسر كما تقول: هاك، وفيه لغة ثالثة: ها مقصور غير مهموز، مثل خف وللأنثى هاء أي كأنها صرفت تصريف فعل معتل العين. مثل: خاف. ولغة رابعة هاء: بالكسر للذكر والأنثى، إلا أنك تزيد للأنثى ياء، فتقول: هائي مثل: هات وهاتي للمؤنث كأنها صرفت تصريف فعل معتلّ اللام مثل: راعي، ولغة خامسة تقول: هاك: ممدود بعده كاف وتكسرها للمؤنث، ولغة سادسة أن تصرفها تصريف فعل محذوف مثل: وهب. فتقول: هأ يا رجل مهموز ساكن وللمرأة هئي، وتثنى وتجمع، ولغة سابعة مثلها لكنها للذكر والأنثى، والواحد، وغيره سواء. قال السيرافي: كأنهم جعلوها صوتًا مثل: صبه.
وقوله تعالى ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ [الحاقة: ١٩] من هذا أي: خذوا على لغة المد والفتح، وفي الاستئذان قول عمر لأبي موسى: ها وإلا جعلتك عظة، كذا ضبطناه غير ممدود، وهو عندي من هذا أي. هات من يشهد لك، كما جاء معناه مفسرًا في غيره. يقال: هات يا رجل، وهاتي يا امرأة.
وقوله: لا ها الله إذا كذا، رويناه فيها بقصرها: وإذا بهمزة. قال إسماعيل القاضي عن المازني: إن الرواية خطأ، وصوابه لاها الله إذا أي: يميني. قال أبو زيد: ليس في كلامهم لاها الله إذًا، وإنما هو: لاها الله ذا، ولا هاء الله ذا، وذا صلة في الكلام. قال أبو حاتم: يقال في القسم لاها الله ذا، والعرب تقول: لاهاء الله إذًا بالهمز، والقياس ترك الهمز، والمعنى لا والله هذا ما أقسم به، وأدخل اسم الله بين ها وذا. وقال الخليل: ها بتفخيم الألف: تنبيه، وبإمالتها حرف هجاء.