للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضًا على ميل من رأس الجبل، والثني من الأنعام ما سقط أول أسنانه التي ولد بها وهي ثناياه، ونبتت له أخرى.

وقوله: ويثني اليسرى (١) بفتح الياء أي: يعطفها ويطويها وأثنى على رجل وأثنوا عليه خيرًا، وتثنون عليه إذا كان بمعنى المدح، ومن الثناء ممدود فيقال فيه: أثنى يثني رباعي، وإذا كان من العطف والتكرار لقول شيء أو فعله فهو ثنى يثني ثلاثي.

وقوله: صلاة الليل مثنى مثنى (٢) أي ركعتان اثنتان، كما قال تعالى ﴿مَثْنَى وَثُلَاثَ﴾ [النساء: ٣].

وقوله: وأوتيت السبع المثاني (٣) قيل: هي أم القرآن لأنها تثنى في كل ركعة من كل صلاة. وقيل: هي ما دون المئين من القرآن، فالمئين مبادي، ثم تليها المثاني، ثم المفصل، وقيل: السبع الطول، ثم المئين، ثم المثاني، ثم المفصل، وقيل: السبع من المثاني القرآن كله، قال تعالى ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ [الحجر: ٨٧] أي: القرآن، وقال ﴿كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ﴾ [الزمر: ٢٣] سمي بذلك لأن الأنبياء تثني فيه.

[فصل الاختلاف والوهم]

وقوله: يكن لهم بدء العقوق وثنياه، كذا لابن ماهان ولغيره، وثناه بكسر الثاء مقصورًا أي: عودته ثانية وهو الصواب، وثنيا إنما هو من الاستثناء إلا أن يكون وثنيائه بالنون فيكون بمعنى الثني أو قريب منه، والثناء مقصور مكسور والثنيان الذي بعد ثانيًا يعد سيد القوم في إسلام أبي ذر فلم يزل أخي أنيس يمدحه ويثني عليه يعني: الكاهن الذي تحاكم إليه مع الآخر ثم قال: فأخذنا صرمته، كذا للعذري، وعند السمرقندي والسجزي يمدحه حتى غلبه أو حكم له، وهو الذي صوبه الجياني وغيره، وبه يستقيم الكلام. ويدل عليه قوله في الرواية الأخرى: فأتينا الكاهن فخير أنيسًا أي فضله، ثم ذكر أخذ صرمة الآخر.

[الثاء مع العين]

[(ث ع ب)]

قوله: يثعب دمًا (٤) بعين مهملة أي ينفجر ومثله في حديث الحوض: ينثعب منه ميزابان (٥)، وروي: يعب ويغت بالغين المعجمة والتاء وسيأتي. ومثاعب المدينة (٦) بفتح الميم جمع مثعب وهي: مسائل مياهها.

[(ث ع ر)]

وقوله: كأنهم الثعارير (٧) بعين مهملة وراءين مهملتين، فسرها في الحديث بالضغابيس. قال ابن الأعرابي: هن قثا صغار وهي الضغابيس. وقال أبو عبيدة: الضغابيس شبه صغار القثا يؤكل وهي الثعارير. وقال غيره: الثعارير واحدها ثعرور بضم الثاء وهي رؤوس الضراثيث تكون بيضًا شبهوا بها. وقيل: هو


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب ١٤٥، ومالك في النداء حديث ٥١.
(٢) أخرجه مالك في صلاة الليل حديث ٧.
(٣) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٨، باب ٢.
(٤) أخرجه مالك في الطهارة حديث ٥١.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٤٢٤، بلفظ: "فيه ميزابان ينثعبان من الجنة".
(٦) أخرجه البخاري في الأدب باب ٦٨.
(٧) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>